«بنتي نفسها تكون دكتورة وابني عاوز يبقى ضابط شرطة، وبشتغل 24 ساعة عشان أحقق أحلامهم».. هكذا بدأ رجب السيد 38 عامًا، عامل نظافة باليومية وبواب عمارة ببورسعيد حواره لـ 'أهل مصر'، متحدثًا عن كيف يتغلب على مشقة الحياة من أجل أبنائه.
وعن أحلام أولاده، قال رجب: «هي أحلام مش على قدنا، بس وليه لا، ربنا قادر يحقق المستحيل»، مضيفًا: «جئت من الشرقية إلى محافظة بورسعيد منذ عامين، ومعي زوجتي وأولادي، واشتغلت بواب في أحد عمارات منطقة الجوهرة بحي الزهور».
رجب عامل نظافة باليومية بمحافظة بورسعيد
«رجب» عامل نظافة باليومية في بورسعيد: بشتغل من الفجر عشان أحقق حلم أولادي
ويتحدث رجب عن بداية يومه، قائلًا: «أستيفظ مع آذان الفجر، أغسل السيارات الملاكي الموجودة بمحيط العمارة، وأجمع القمامة من جميع أدوار العمارة قبل الذهاب للعمل الثاني، اترك العمارة لتكون مسؤلية زوجتي، وأولادي، ثم أذهب للعمل كعامل نظافة باليومية في حي غرب بمحافظة بورسعيد».
رجب بواب عمارة و عامل نظافة ببورسعيد
من حق أولاد البواب وعامل النظافة يحلموا حتى لو الحلم مستحيل تحقيقه
وتابع رجب أقوم بكنس طريق بورسعيد- دمياط بنطاق الحي يوميًا مع باقي العمال 'ذهاب وعودة'، وتنظيف مناور العمارات من الصرف الصحي والقمامة، فمهنة عامل النظافة شاقة، نعمل وسط درجة الحرارة المرتفعة في الشارع في فصل الصيف، ومع سقوط الأمطار الغزيرة في الشتاء، ومع ذلك فالعمل بالنسبة لي هو 'المعين والسند'.وأضاف: أسعى من أجل تحقيق حلم ابني الطالب بالصف الثاني الإعدادي، والذي يتمنى أن يكون ضابط شرطة، وابنتي الطالبة بالمرحلة الابتدائية وأمنيتها أن تكون طبيبة، وأسعى بكامل طاقتي من أجل ذلك، متابعًا: «هو حلم مش على قدنا، لكن ربنا قادر يحقق المستحيل، ومن حق أولاد البواب وعامل النظافة يحلموا، حتى لو الحلم مستحيل تحقيقه، مش هنمنعهم من الحلم».
وأكمل: أحاول تعويضهم بكل شئ حرمت منه، حتى لا يمروا بما مررت به من حرمان ومشقة، حتى تعليمى لم أستطع استكماله، بسبب معلم كان يضطهدني، لأننى لم أستجيب لطلبه في الدروس الخصوصية، فخرجت وأنا بالصف الرابع الابتدائي من التعليم، أما زوجتي فهي حاصلة على دبلوم تجارة.
رجب عامل نظافة باليومية في بورسعيد: الأكل مداري لكن اللبس هو اللي بيخلي الناس تحترمك
واستطرد عامل النظافة، أحاول تلبية طلبات أبنائي وخاصة في الدروس الخصوصية، ولا أحرمهم من أي شيء، حتى الأكل اشترى لهم اللحوم، ليس شرط أن اشترى كيلو، اشترى نصف أو ربع كيلو المهم ما يتحرموش منها لكن بالنسبة للمظهر اشتري لهم ملابس جميلة، «الأكل مداري لكن اللبس هو اللي ببخلي الناس تحترمك».وتابع بواب العمارة: ورغم عملي طوال اليوم إلا أنني أعمل في كل شيء يطلب مني، فأحيانا اشتغل عامل بناء، من أجل تحقيق الأمان لأولادي وزوجتي وأحاول أن ادخر كل شهر مبلغًا من المال حتى أستطيع بناء منزل في بلدتي بالشرقية، أعلم أن ذلك يحتاج إلى وقت وصبر، والحمد لله ربنا بيقويني.
محررة اهل مصر مع رجب عامل النظافة
واختتم عامل النظافة اتصل بوالدي ووالدتي يوميًا للاطمئنان عليهما، وسماع دعواتهما لي، واذهب كل شهر لزيارتهما في الشرقية، فرضا الوالدين من رضا الله، وهو نعمة أعيش بدعواتهم لي ورضاهم على.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
