أصيب 'سيد' بشلل الأطفال، منذ عامه الثالث، وبرغم المعوقات التي عاشها بسبب هذا المرض، فإنه تمكن من تحدي الصعاب، مسطرا قصة كفاح ونجاح توجت بحصد ليسانس الشريعة والقانون، كما حصل على 5 دبلومات جامعية في تخصصات كثيرة، وأصبح يعمل مدرسا للغة العربية بالتربية والتعليم، وخطيبا معتمدا لدى مديرية الأوقاف.
سيد أحلامه رغم الإعاقة
ابن الفيوم يطوي العلم بذراع واحدة
فتح ابن قرية المعلم التابعة للوحدة المحلية لقرية دسيا، محافظة الفيوم، قلبه لـ'أهل مصر'، ليروي قصة كفاحه، وكيف استطاع أن يطوي العلم خلال مسيرة لأكثر من 35 عاما، متحديا الإعاقة والصعوبات المادية والجسدية.
ولد 'سيد فهمي محمد'، في قرية المعلم، التابعة للوحدة المحلية لقرية دسيا بمحافظة الفيوم، ويبلغ من العمر 40 عاما، وهو متزوج ولدية 3 أبناء.
إبن الفيوم سيد فهمي
ويقول 'سيد': 'في بداية عمري عندما وصلت للسن السادسة، وعند تقديم والدتي لي لكي أدرس بالمدرسة، مثل باقي الأطفال، حاولت بعض سيدات القرية إحباطها لكي لا تدخلني المدرسة، وحاولن تصعيب الأمور في عيني أمي، وبناء عليه أرسلت إلى الكُتاب لحفظ القران الكريم'.
إبن الفيوم سيد فهمي
قصة الكفاح وتحقيق الأحلام
وأضاف: 'مرت الأيام والسنون حتى وصلت للعام الـ12من عمري، وأنا أشاهد زملائي وأصدقائي ينتهون من تعليمهم الابتدائي، وبسبب إعاقتي قولت لنفسي أنا ليس لدي شيئا غير التعليم والتفوق، وصممت على استكمال التعليم، وضغطت على أسرتي بالإضراب عن الطعام، ليوافقوا على تقديم أوراقي في مسابقة القبول للمدارس الأزهرية، واجتزت الاختبار، الذي كان يستلزم أن أكون حافظا لجزء من القرآن الكريم، وملما بالقراءة والكتابة والحساب، وكنت متفوقا في هذا بسبب دراستي بالكتاب، وتم قبولي ودخلت المدرسة الأزهرية'.
إبن الفيوم وتحقيق أحلامه متحديا الإعاقة
وتابع سيد فهمي: 'دخلت المرحلة الإعدادية وتفوقت في الشهادة الاعدادية، ثم مرحلة الثانوية العامة وتفوقت بها أيضا، وقدمت في التنسيق وجاءت لي كلية الشريعة الإسلامية والقانون بكلية الأزهر بالقاهرة، وكانت هناك معارضة من أسرتي بسبب إعاقتي وقالوا كنا هنا بنقدر نوديك المدرسة ذهابا وعودة، ومهتمين بك وسطنا، أما الكلية في القاهرة ففيها مشقة عليك، ومحدش هيقدر يساعدك بسبب ظروفنا المادية، فيكفي عليك حصولك على الشهادة الثانوية، لكني صممت مرة أخرى على تكملة المشوار حتى النهاية'.
وواصل: 'قلت لأسرتي الحمدلله أنا عندي إعاقة في ساقي الاثنتين وذراعي اليمنى، لكني مازال عندي العقل وذراعي اليسرى سلمية وهستغل دا لاستكمال حياتي'.
مقابلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر
'قابلت رئيس جامعة الأزهر في ذلك الوقت، الدكتور أحمد عمر هاشم، ووافق لي على السكن في بيت الطلبة، ومعي مرافق، وهذا لأول مرة في الأزهر، وكان وقتها مجموعي لا يسمح أصلا بدخولي بيت الطلبة، وكان الجميع مندهشين لهذا القرار، وصار جميع طلبة المدينة الجامعية مرافقين لي، يساعدوني في الحركة وحضور المحاضرات، حتى حصلت على الليسانس وتخرجت بدعوات والدتي'.
إ
بداية حياتي العملية
وتابع: 'شاهدت في الجرائد مسابقة للتربية والتعليم، وتقدمت بها وتم قبولي وتعييني بنسبة الـ5% بمدرسة منشية الخطيب، التابعة للوحدة المحلية لقرية دسيا محل إقامتي، وأصبحت معلم لغة العربية، لكن كان تعليمي شريعة وقانون فتقدمت لأخذ دبلومة تربوية من كلية التربية بجامعة الفيوم والحمد لله حصلت عليها، ثم تقدمت لدبلومة أخرى لتعليم الطلاب أصحاب الهمم والقدرات الخاصة'.أمام في الأوقاف
وواصل: 'واستمرت طموحاتي، وكانت ادي رغبة في الإدارة وأخذت دبلومة أخرى في الإدارة المدرسية من كلية التربية جامعة الفيوم، ولم أقف عند ذلك بسبب حبي للتعليم والتعلم، فتقدمت لأخذ الماجستير وحصلت منذ أيام على الماجستير في الإدارة التعليمية وسياسة التعليم'.وعن سبب عمله خطيبا بوزارة الأوقاف، قال سيد فهمي: 'شعرت بضرورة أن أعمل خطيبا بالأوقاف، فتقدمت إلى معهد الدراسات الإسلامية بالقاهرة، وحصلت على درجة ماجستير أخرى من المعهد العالي للدراسات الإسلامية، ومازالت طموحاتي مستمرة، والقادم هو تقديمي لرسالة الدكتوراه، ليكتمل كل طموحاتي التعليمية حتى آخر نفس في حياتي'.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
