'محمود مانمش فى البيت، حد شاف محمود يا ولاد'، بتلك الكلمات تنادى الأم المكلومة على ابنها، الذى لقى مصرعه على يد صديقه، بمنطقة الحراسات بمحافظة بورسعيد.
وظهرت الأم فى حالة انهيار تام، تبكى وتنادى على ابنها، مرددة: 'كان مجرد ما يسمعنى بكح، وهو فى الشارع ييجى بسرعة يعطينى الدوا'.
هكذا عبرت الحاجة آمال وهبة، والدة الشاب محمود نصر هلهول، الذى يبلغ من العمر ٣٥ عاما، عن حالتها بعد مقتل ابنها على يدى صديقه، بسبب 100 جنيه.
والدة محمود ضحية غدر صديقه
عاوزه اشوف حبل المشنقة على رقبة اللى غدر بابني
وتقول الأم المكلومة من بين دموعها: 'توفى زوجى منذ سنوات، وبعد زواج بناتى بقى ابنى محمود يرعانى ويكافح من أجل لقمة عيشنا، ولو طلبت لبن العصفور كان بيجيبهولى، ولأنه ابن بار جعلنى أنسى وفاة والده من حنيته على'.
وأضافت: 'منذ فترة اشترى واحد من أصحابه اسمه حمو، سمك من ابنى بمبلغ 100 جنيه، ولم يدفع المبلغ، ومرت أيام، ومنذ يومين كنت أتناول الطعام مع محمود، وكان باب الشقة مفتوحا، وفوجئت بهذا الشاب يدخل ويلقى علينا السلام، وجلس بجوار ابنى يتناول معنا الطعام، وعملت له إفطار بنفسى وابنى محتار يوجب معاه إزاى، ثم تركنا وذهب إلى حال سبيله'.
محمود ضحية غدر صديقه ببورسعيد
وتابعت الأم: 'فى نفس اليوم الذى تناول ابنى الفطار فيه مع صديقه، فصل التيار الكهربائى من منزلنا بعد العصر مباشرة، و كنا نحتاج إلى نقود لشحن كارت العداد، فاتصل ابني بصديقه حمو، ليطلب منه الـ100، لكنه تهرب من سدادها، وبعد دقائق طلب حمو من محمود أن يقابله خلف العمارة. وبالفعل نزل ابنى ولم يدرك أن صديقه مبيت له نية الشر والغدر، وفجأة سمعت هرج ومرج بالشارع، فخرجت لأجد ابنى غرقان فى دمه، وأخبرنى أحد الجيران بأن حمو أخرج مطواه من ملابسه وطعن محمود فى رقبته. نظرت حولى وأنا مكتوفة الأيدى، ولا أدرى ماذا أفعل، وابنى ينظر لى نظرات الوداع، وبمجرد أن وصل للمستشفى فاضت روحه إلى بارئها، مختتمة بالقول: 'أريد حق ابنى، أريد أن أرى حبل المشنقة حول رقبة الجانى، الذى حرمنى من نور عينى، وخلاني أبقى وحيدة'.