تعد محافظة الفيوم واحدة من الأماكن الأكثر قدما على مدار التاريخ، حيث وجدت منذ العصر الفرعوني، وهي تضم معالم أثرية تلخص العصور التي مرت بها.
أقدم طاحونة مائية في الفيوم
وضمن هذه المعالم التاريخية، تأتي الطاحونة العثمانية، التى تعمل بقوة المياه في بحر يوسف، وهي عبارة عن طاحونة مائية شبه مكتملة وساقية قطرها يصل لستة أمتار، وهي واحدة من عدة طواحين مائية فى محافظة الفيوم ما زالت باقية حتى الآن وتقع فى عزبة صغيرة تدعى عزبة الطاحونة فى بمنطقة أرض عبدالله مسعود التابعة لقرية البسيونية بمركز الفيوم وتبعد بحوالى 12 كيلو مترا شرق مدينة الفيوم. وتعد الطاحونة التي بنيت من الطوب اللبن منذ أكثر من 150 سنة وخلال فترة الستينيات من القرن الماضى أُعيد بنائها مرة أخرى بالطوب الأحمر، وظلت تعمل حتى توقفت عن العمل فى بداية الثمانينيات، وكانت تقوم بطحن الغلال من الحقول المجاورة للطاحونة.
أقدم طاحونة مائية بالفيوم
تكوين الطاحونة
تحتوى الطاحونة بداخلها على ثلاثة أماكن لطحن الغلال وكل مطحنة تتكون من جزئين الجزء السفلى موجود فى المياه ويحتوى على المرواح الخشبية التى تدور بقوة اندفاع المياه اما الجزء العلوى فيحتوى على حجر الطحن وهو من الحجر الصوان وقادوس خشبى يوضع بداخله حبوب القمح، وتحتوى على أدوات للتحكم فى سرعة حركة حجر الطحن وذلك لإعطاء درجات مختلفة من نعومة الدقيق المطحون.
أقدم طاحونه مائية بالفيوم
سواقي الهدير
وتعد الطواحين المائية وسواقى الهدير رموز فيومية فريدة من نوعها فى الريف المصرى تم استخدامهم فى الفيوم إبان العصر العثماني نتيجة لطبيعة منخفض الفيوم واختلاف مناسيب الترع والقنوات على أرضها، التى تشهد إرتفاع وانخفاض طبيعة الفيوم المتدرجة بين 22 مترا فوق سطح البحر و45 مترا تحت سطح البحر في بحيرة قارون.
وتوقفت طواحين الفيوم المائية عن العمل حاليا بسبب ظهور المطاحن التى تعمل على الوقود ثم المطاحن الكهربائية، ولكنها تبقى شاهدة على تاريخ المحافظة