رغم انحناء ظهره وكبر سنة ولكن ظلت عيادته مفتوحة لعلاج الفقراء، فلا يترك يوما دون أن يعالج المحتاجين بدون مقابل، رغم أن كشفه للعامة فقط 10 جنيهات، وذاع صيته بين أهالي محافظة المنيا ويلقب بطبيب الغلابة والإنسانية، أنه الدكتور 'محمد علي الصياد'.
وقال طبيب الغلابة، 'إن قصتي مع تخصيص يومين في الأسبوع بالمجان لعلاج الفقراء، بدأت عندما التحقت بالجامعة وعلمت من زملائي السابقين أن الدراسة هناك صعبة جدا قد لا يحالفك الحظ في النجاح' قائلا: وقتها أخذت عهدا على نفسي أن في حالة تخرجي وفتحت عيادة خاصة سوف أخصص يومي الاثنين والخميس مجانا للفقراء.
طبيب الغلابة كشفه بـ10 جنيهات مدى الحياة
وأضاف محمد علي البالغ من العمر 81 عاما، أنه منذ ذلك الحين لم يتراجع عن ذلك الموقف وظلت عيادته مفتوحة لعلاج الفقراء مجانا يومي الاثنين والخميس مؤكدا أنه في باقي الأيام كشفه فقط 10 جنيهات من أجل مساعدته في سد احتياجات أسرته.
تثبيت سعر الكشف عند 10 جنيهات فقط
وتابع ابن قرية دالجا التابعة إداريًا لمركز ديرمواس، أن فكرة تثبيت سعر الكشف عند 10 جنيهات فقط جاءت له بعدما رأى في سن الشباب طبيبا في ملوي جنوب محافظة المنيا، كان كشفه جنية فقط والعملية 10 جنيهات رغم أن هناك أطباء وقتها أصغر منه سنا وخبرة وكشفهم كان يصل إلى نحو 5 جنيهات ولكن ظل هو محتفظ بنفس الأجر لذلك قرر أن يسير على نفس النهج.
أزمة الفكة تحسم أجر طبيب الغلابة
وأشار علي، إلى أنه بعد التخرج من الجامعة 1977، كان كشفه يتراوح ما بين 3 إلى 7 جنيهات لعدة سنوات ولكن بسبب الصعوبة في إيجاد 'فكة' أصبح ثمن الكشف 10 جنيهات ومن وقتها ظل مدى الحياة على نفس السعر، وعقب: ' كله لوجه الله واللي فيها لله متخسرش'.
وأوضح طبيب الغلابة، أيضا أنه يقوم بإعطاء المرضى علاج بسيط من أجل التخفيف عنهم كما أن غير القادرين فإنه يمنحهم علاجا بالمجان، لافتا إلى أنه رغم تخصيصه أيام الاثنين والخميس مجانا ولكن في حالة قدوم شخص في منتصف الأسبوع للعلاج وغير قادر يقوم بالكشف عليه مجانا، معقبا 'عيادتي مفتوحة للجميع على مدار اليوم وحب الناس أهم من الفلوس'.
وختم حديثه لجريدة 'أهل مصر' أنه ينصح زملائه من الأطباء بمراعاة المرضى في الأجر والعلاج قائلا: 'راعوا ربنا في المهنة والمريض لأنه يعتبر أمانة في أيدك'.