تشهد قرية سنهور البحرية التابعة لمركز سنورس بمحافظة الفيوم، قصة كفاح عمرها أكثر من خمسين عاما، للجاد الحسيني، 70 عاما، وزوجته نعيمة، اللذين يعدان أشهر صناع غزل الشباك في الفيوم.
بحيرة بدون أسماك
والتقطت كاميرا أهل مصر، صورا تجسد رحلة حياة الزوجين، كفاحهما لأجل أولادهما، وبحثا عن لقمة العيش الحلال، وكيف واجها الصعوبات، بسبب تلوث مياه بحيرة قارون، وإغلاقها مما تسبب في ركود نشاط الصيد، الذي كانا يعملان به قبل احتراف صناعة غزل الشباك.
قصة كفاح الحسيني ونعيمة أقدم صانعي الشباك بالفيوم
توارث المهنة عبر الأجداد
وقال الحاج الحسيني والذي يبلغ من العمر 70 عاما، لـ أهل مصر: 'ورثت المهنة أبا عن جد، وكنت أعمل بمهنة الصيد من عمر 10 سنوات، أي على مدار ما يقرب من 60 عاما، وكنت صياد في بحيرة قارون، وكل حياتي وأكلي وشربي في المياه مبطلعش منها'.
قصة كفاح الحسيني ونعيمة أقدم صانعي الشباك بالفيوم
أقدم مهنة يدوية عبر التاريخ القديم والمعاصر
وأضاف شيخ صانعي الشباك بالفيوم: 'تعتبر مهنة صناعة شباك الصيد من المهن اليدوية القديمة، التي ازدهرت في الماضي، ومازالت مستمرة في وقتنا الحالي، لكن مع تطور الصناعة، ودخول الغزل المصنوع آليًا تقلصت أعداد محترفيها'.
قصة كفاح الحسيني ونعيمة أقدم صانعي الشباك بالفيوم
كفاح زوجة فيومية
كما قال تعرفت على زوجتي نعيمة وهي فعلا نعمة من الله رزقني بها في بداية حياتي وتزوجت منها وانجبت منها الصبيان والبنات وكانت يد العون لي بمساعدتة وتفانية في تأدية طلبات البيت والأولاد وتعلمت المهنة غزل الشباك لكي تستطيع ان تساعدني في العمل.
قصة كفاح الحسيني ونعيمة أقدم صانعي الشباك بالفيوم
تلوث بحيرة قارون إثر علي الآلاف من المواطنين
بدورها قالت الزوجة نعيمة: 'كان زمان الخير كثير والأسماك موجودة بكثرة في البحيرات بأنواعه المختلفة، وخاصة بحيرة قارون كانت فاتحة بيوت كثير لصيادين وصانعي غزل الشباك والنجارين لصناعة المراكب وتجار السمك وبائعي الأسماك، لكن الآن أغلق باب الرزق، وأصبح الكثير منا لا يستطيع الحصول على تكاليف الحياة وترك الكثير منا المهنة واتجهوا الي مهن أخري لكي يستطيع استكمال ساقية الحياة.
قصة كفاح الحسيني ونعيمة أقدم صانعي الشباك بالفيوم
ياليت الزمان يعود مرة أخرى
وقالت الحاجة نعيمة اتعلمت مهنة غزل الشباك من زوجي لاستطيع مساعدة وتلبية طلبات الصيادين من الشباك ايام زمان كنا يومياً نصنع 300 متر من الشباك ويأتي لنا الصيادين من كل مكان بالمحافظة أما الان نعمل 15 مترا من الشباك يومياً وأيام بنعمل وأيام كثيرا لا يوجد عمل.
السدة الشتوية
واوضحت زوجة صانعي الشباك يعود العمل الان في الشباك لتجهيز الصيادين المحترفين والهواي استعدات لسدة الشتوية بمحافظة الفيوم والتي تبدأ في أوائل شهر يناير من كل عام حتي نهاية الشهر للاصطياد الأسماك في بحر يوسف والترع والمصارف ومعظم الأسماك بتكون أسماك القراميط والبلطي والقزاز والشال الموجدين في المياة العذبة.
قصة كفاح الحسيني ونعيمة أقدم صانعي الشباك بالفيوم
الصبر والتحمل اهم شي في مهنة غزل الشباك
واستكمل الحديث معنا شيخ الصيادين الحسيني إبن محافظة الفيوم وأكد على الرغم من أن المهنة بحاجة إلى مجهود كبير بالإضافة إلى الصبر والقدرة على التحمل إلا الحمدلله تميّزت بأيدي خفيفة تداعب الخيوط باحترافية ودقة عالية واستطعت تجاوز كل المعوقات خلال الـ 60 عامًا الماضية بنجاح وشهرة ليست في مدينة سنهور فقط او المحافظة لكن وصلت شهرتي لمحافظات وجه بحري وخاصة دمياط ورشيد والإسكندرية.
تراث مصري
واشارة الحاج الحسيني ، إن 'مهنة صناعة شباك الصيد مهنة أب عن جد، فهذه المهنة ليست بمثابة عمل فقط للحصول على مصدر رزق، ولكنها تراث مصري أصيل يتوارث مع الزمن بين الأجيال في المدن الساحلية سواء داخل مدينة الفيوم أو خارجها.
مواعيد العمل في غزل الشباك
ويُضيف لـ'جريدة أهل مصر، أن العمل يبدأ من السابعة صباحًا حتى السابعة مساءً، موضحًا أن ما يقوم به هنا عمل خفيف لأن هذه الشباك صغيرة يعمل عليها للصيد في المناطق القريبة، ولكن هناك أنواع كثيرة لشباك الصيد تصل مدة صناعتها إلى شهور، مشيرًا إلى أن أسعارها تختلف طبقًا لنوع وحجم الشبك وهناك أنواع تصل إلى ٣٠٠ ألف جنيه.
قصة كفاح الحسيني ونعيمة أقدم صانعي الشباك بالفيوم
المصدر الرئيسي لدخل أهالي قري بحيرة قارون
ويُتابع الحاج الحسيني ، أن مهنة صيد الأسماك تمثل مصدر دخل رئيسي لسكان قري بحيرة قارون والعزب التابعة لها، حيث يعمل معظم سكانها فى مهنة الصيد أو فى المهن المساعدة لها كصناعة شباك الصيد والحبال أو صناعة الثلج الذى يستخدم لحفظ الأسماك أو تصنيع المراكب الصغيرة وهي الفلوكه.
أسرار مهنة غزل الشباك
واختتم حديثه قائلًا: 'على الرغم من أهمية تلك المهنة المهمة لكل من يعمل في مهنة الصيد فإن قليل من الصيادين الشباب من يهتم بتعلم صيانة شباكه، لذلك أسعى لتعليم أولادي وكل من يريد معرفة أسرار المهنة كي لا تنقرض مع مرور الزمن'.