على الحلوة والمرة معاه.. الصديقان رجب وسيد يقطعان 500 كلم لكسب الرزق الحلال

رجب وسيد صديقان يعملان في مهنة صناعة أقفاص الجريد
رجب وسيد صديقان يعملان في مهنة صناعة أقفاص الجريد

جمعتهما علاقة صداقة ومحبة يرفعان خلالها شعار 'على الحلوة والمرة معا'، حيث يقطعا مسافة 500 كيلومتر من محافظة الفيوم إلى محافظة قنا بحثًا عن الرزق الحلال، من مهنة صناعة أقفاص جريد النخيل، المستخدمة في تعبئة وتخزين 'الجلاب'، تلك الحلوى الفريدة التي تتميز بها محافظة قنا.

رجب وسيد

رجب وسيد.. صديقان يعملان في أقفاص «الجلاب» بقنا

'رجب وسيد' صديقان من محافظة الفيوم جاءا إلى قرية القناوية بمركز نجع حمادي شمال محافظة قنا، للعمل في صناعة أقفاص جريد النخيل في موسم صناعة 'الجلاب'، بحثًا عن الرزق الحلال، وتوفير قوت يومهما، متمسكين بمهنة آبائهما وأجدادهما.

العم رجب

بدأ العم رجب عبد الهادي، حديثه لـ'أهل مصر' قائلًا: إنه جاء من محافظة الفيوم لـ قنا تاركًا أسرته وأبناءه بحثًا عن لقمة العيش الحلال للعمل في مهنة صناعة أقفاص الجريد المستخدمة في تعبئة وتخزين الجلاب، مضيفًا أنه يعمل في المهنة منذ 15 عامًا، بعد أن تعلمها على أيدِ إخوته، والتي بدأها بعد الحصول على الدبلوم وكان عمره وقتها 21 عامًا.

العم رجب

وأضاف 'عبدالهادي'، أنه يأتي إلى قنا للعمل لمدة 3 أشهر في صناعة أقفاص الجريد في موسم صناعة الجلاب، ثم يستمر في موسم حصاد المانجو لصناعة الأقفاص التي تستخدم في تعبئة وتخزين المانجو، وبعدها يقوم بصناعة الأقفاص المستخدمة في تخزين وتعبئة البرتقال والطماطم وهكذا على مدار السنة.

العم رجب

وأشار العم رجب، إلى أنه يستخدم أدوات تقليدية مثل السكين والساطور اللذان يستخدمان في تقطيع الجريد، ومسامير العلام التي تستخدم في عمل علامات وفتحات بالجريد، ومواسير مربعات، وجميعها أدوات يدوية وبسيطة، مردفًا: 'أتمنى أن أرى أولادي في أحسن حاجة'.

العم سيد

وقال العم سيد مصطفى حسين، إنه ترك أسرته وأبناءه بمحافظة الفيوم وجاء إلى قنا، بحثًا عن الرزق الحلال، للعمل في صناعة أقفاص الجريد المستخدمة في تعبئة وتخزين 'الجلاب'، مشيرًا إلى أن بدأ العمل بالمهنة منذ أن كان عمره 12 عامًا ليستمر بها لمدة 35 عامًا.

العم سيد

وتابع: أنه يأتي من الفيوم إلى محافظة قنا، لكسب الرزق الحلال عن طريق العمل بمهنة صناعة أقفاص الجريد بأشكالها وأحجامها المختلفة على مدار السنة، والتي تستخدم سواء في تعبئة وتخزين الجلاب أو المانجو أو الطماطم أو البرتقال داخل قرية القناوية بمركز نجع حمادي.

وأوضح العم سيد، أنه يعمل في صناعة أقفاص الجريد يوميًا لمدة 13 ساعة بدءً من الساعة 7 صباحًا وحتى الساعة 8 مساءً، مشيرًا إلى أنه يقوم بصناعة أقفاص الجريد والكراسي وأقفاص الدواجن، لافتًا أن المهنة لم تعد مثلما كانت في الماضي، حيث باتت مهددة بالانقراض، بسبب غلاء الجريد الذي ارتفع سعره لـ 2.25 للجريدة الواحدة.

ولفت 'مصطفى'، إلى أن صناعة القفص الواحد تستغرق 15 دقيقة للانتهاء منه، ثم يُترك لمدة يوم واحد، ليجف ويصبح متماسكًا وصالحًا لوضع الأشياء فيه، مطالبًا بتوفير معاش له لينفق منه على نفسه وأسرته بعد ترك المهنة، مؤكدًا أنه حرص على تعليم المهنة لجميع أبنائه للحفاظ عليها من الانقراض.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً