'استعملت الدهاء والمكر والمظاهر البراقة، حيث ارتداء أحدث الموديلات والظهور بسيارة فارهة، ليكون من السهل إيهام ضحاياها أنها صاحبة محل كبير، فأصبحوا فريسة سهلة بالنسبة لها، ووقعوا في فخ لـ مستريحة بورسعيد التي تمكنت من جمع أكثر من 5 ملايين جنيه'.
هكذا وصف ضحايا مستريحة بورسعيد، السيدة 'سمر. ع. ف'، مؤكدين أنها أوهمت الغلابة بأنها سوف تساعدهم من أجل تحسين مستوى معيشتهم عن طريق عمل قروض بنكية ببطاقة الرقم القومي الخاصة بهم، فتعطيهم هي مبلغا زهيدا من القرض، وتستحوذ على باقي القرض، على أن تسدد أقساطه الأسبوعية، إلا أنها لم تسدد، فأصبحوا مطالبين بالسداد أو الحبس.
مستريحة بورسعيد
وقالت إحدى ضحايا مستريحة بورسعيد لـ'أهل مصر': تعرفت على 'سمر' منذ 12 عاما وكانت صديقة مقربه جدا مني، نأكل لقمة واحدة، وأقنعتني بعمل جمعية معها وعمل قرض، وهي سوف تقوم بعمل مشروع بالمبلغ، وتساعدني بأرباحه، خاصة أنني مطلقة وأنفق على أولادي، وبالفعل كانت في بداية الأمر تسدد بانتظام، إلى أن فوجئت باتصال من البنك بأن القرض لم يتم سداده وسوف أتعرض للحبس، فاتصلت بها وكانت تراوغ في الحديث، ثم عملت لي حظرا على هاتفها المحمول، وأنا الآن أقيم عند والدتي خوفا من أن تطرق الشرطة باب منزلي.
كنت عاوزه أشوّر بنتي
وأضافت سيدة أخرى من ضحايا مستريحة بورسعيد: للأسف القانون لا يحمى المغفلين، لكن الناس الغلابة التي تعاني يوميا من الظروف الصعبة تفرح عندما تجد من يمد يده إليهم حتى ولو كان نصابا، و'سمر' أقنعتني أنها سوف تساعدني في 'شوار' ابنتي خاصة أن زوجي 'أرزقي'، ولم يقتصر الأمر على ذلك بل قامت ابنتي بإعطائها بطاقة الرقم القومي وعملت قرضا أيضا باسمها، ومجموعة من أقاربي أيضا، وكانت تعطينا مبالغ زهيدة جدا، ونحن نذهب للبنك لـ الإمضاء فقط، ولا نرى المبلغ المكتوب للقرض، وبالفعل اكتشفنا أنه بدلا من 10 آلاف يكون الملغ 100 ألف، والـ20 تصبح 200، لأن الموظف المسؤول بالبنك كان يعمل لصالحها.
وأضافت: أصبحت أسرتي كلها مهددة بالحبس وقمنا بعمل محضر في قسم شرطة المناخ، وتم القبض عليها واتضح أن عليها قضايا أموال عامة أخرى.
لم ترحم الطالبة الجامعية
وقالت ضحية ثالثة: 'سمر' أقنعت ابنتي الطالبة الجامعية بأنها سوف تعمل قرض باسمها وسوف تستغل المبلغ في مشروع وتعطيها الأرباح لتنفق منها على دراستها وملابسها، والنتيجة أن ابنتي الآن مهددة بالحبس.
قرض على معاش قعيد
وتحدثت سيدة أخرى من ضحايا مستريحة بورسعيد قائلة: 'سمر' دمرت حياتنا، ولم تراع المسن ولا الأرملة ولا المطلقة ولاحتى الطالبة الجامعية، وهناك رجل مسن يجلس على كرسي متحرك، عملت له قرضا على المعاش، وهو في كارثة الآن لأنه لا يوجد مصدر دخل له سوى معاشه.قروض بضمان الشقق السكنية
وقال أحد الشباب: لا أعاني بمفردي بل هناك مجموعة من الشباب قامت 'سمر' بالنصب عليهم، وهناك آخرون عملوا قروضا بنكية على الشقق الخاصة بهم، وأعطوها لسمر ولم تسدد، وهناك فتاة فسخ خطيبها خطبته لها عندما علم أنها مدينة بمبلغ القرض، وسيدة زوجها طلقها بسبب ذلك أيضا.
وأضاف الشاب: نعلم أننا أخطأنا ولكن أحيانا تجد نفسك مضطرا أن تصدق من يرسم لك الأحلام الوردية ويقنعك بأن ظروفك ستكون أفضل، لكن للأسف وجدنا كثيرين داخل قسم الشرطة وقعوا ضحايا مثلنا، أكثر من 30 سيدة ورجلا وفتاة وشابا، ومن المؤكد أن هناك آخرين لم أراهم بعد.
واختتم الشاب قائلا: نصيحتي للجميع، لا تثق في أحد ولا تعطى بطاقة الرقم القومي الخاصة بك حتى لأقرب المقربين لك ليستغلها، لكن ظروفنا كانت السبب، ويكفي أنني عندما أسمع جرس الباب يدق أكتم أنفاس ابني الصغير حتى لا يسمعه أحد ربما يكون رجل شرطة يبحث عني.