«كان حاسس بنفسه وتمنى الشهادة في سبيل الوطن وربنا نولها له».. بهذه الكلمات تحدث والدي الشهيد محمد الصل كواليس استشهاده وحياة نجليهما قبل وبعد استشهاده في الذكرى الـ 72 لعيد الشرطة.
وقال والد الشهيد في حديثه لـ«أهل مصر»، قبل استشهاده بـ 6 أشهر قالي «كوبري بلدنا ده مش عاجبني وعاوزين نغيره ونكتب عليه الشهيد 'محمد الصل'، قولتله شد حيلك واعملها كنت فاكره بيهزر، وجع الفراق صعب بس هو في مكانة أحسن من هنا».
والد الشهيد
والد الشهيد: كان بيحكيلي كل حاجة.. وعلاقتنا كانت صداقة وليست أب وابنه
وتابع أحمد عبد السلام، والد الشهيد محمد الصل، ابن قرية النمسا لـ«أهل مصر»، محمد حصل على شهادة الثانوية الأزهرية، ثم بعدها التحق بكلية الدراسات الإسلامية التي لم يكمل تعليمه بها سوى عامين لرغبته في الالتحاق بالجيش، متمنيًا دخوله الحربية، ولكن القدر ساقه إلى الداخلية، وكان حينها يحبه الجميع من الضباط لخفة دمه فكان يحكي لي كل شىء لإن علاقته بي كانت صداقة وليست علاقة أب وابنه فقط.
أم الشهيد
وأوضح أن ابنه استشهد أثناء مطاردته لتجار مخدرات بشارع الـ90 بالتجمع الخامس بالقاهرة، عقب إصابته بطلقات نارية، لافتًا إلى أن هذه لم تكن المداهمة الأولى التي يشارك فيها بل شارك فى عدد من المداهمات قبلها كما ذهب إلى سيناء عدة مرات.
وروى بالدموع لحظات تلقيه نبأ إصابة الشهيد قائلًا: «كلمني ظابط وعرفني على نفسه وقال لي محمد عمل ومقدرش يكمل وقتها اعتقدت أن نجلي ضرب حد لكونه شقي، ولكن عندما لم يكمل ضابط الشرطة حديثه تسرب القلق إلى قلبي وأخبرته بإنه إن لم يكمل سأنهي المكالمة بقفل الهاتف فأخبرني على الفور أن محمد أصيب فسافرت على الفور من بلدي إلى المستشفى ولكن مسافة الطريق لم تكن مسافة سفر من الصعيد إلى القاهرة بل شعرت حينها أنني أسافر في مكان بعيد للغاية طريق ليس له نهاية وشعرت بطول المسافة.
والد الشهيد محمد الصل: الندالة مش مطلوبة الأيام دي
وتابع الأب حديثه بقوله:«كانت صدمتي شديدة عندما تلقيت الخبر، وعندما رأيته في المستشفى أنا ووالدته وجهه لم يظهر من كثر الأجهزة كان منظر صعب وشديد بالنسبة لقلوبنا التي تألمت كثيرًا عليه، وقبل وفاته بساعات وقفت على رأسه وحضنته وبوسته وقولت له: «الندالة مش مطلوبة الأيام دي».
وتابع الأب: «أنه انسالت دموعه منه فور رؤيته لولده الذي يعتبره صديقه وهو يودعه وأخبر زوجته وأخذ يواسيها بأن الله أكرمهما وكرمهما وأنه شهيد الوطن».
وبينت أم الشهيد محمد، بقرية النمسا التابعة لمركز ومدينة إسنا جنوب محافظة الأقصر، أنه كان حنين عليها وكانت له معزة خاصة في قلبها، لافتة إلى أنها عندما تلقت خبر ابنها الجندي في البداية ظنت أنه شيء عادي، ولكن فور رؤيتها لنجلها تحت الأجهزة شعرت بالخوف الشديد عليه وانسالت دموعها منها.
وأشارت الأم إلى أنه خلال إجازته الأخيرة قبل استشهاده كان يجلس معها على التلفزيون يتابع مسلسل «كلبش»، فجأة قال لها: «أنا هروح الجنة بالطيارة فردت عليه باستهزاء لاعتقادها أنه يماذحها كالعادة ولكنها شعرت بكلماته هذه عندما رأته أمام الأجهزة بعد إصابته».
وقال حسين عبد الفتاح أحمد محمد، ابن خال الشهيد لـ«أهل مصر» : «خبر استشهاد محمد الصل، كان صاعقة لنا جميعا، لأنه كان أجدع خلق الله رغم شقاوته ولكنه في الحزن والفرح والشده تجده يقف معك ومع أي شخص يحتاجه لذا فكانت صدمتنا شديدة بنبأ استشهاد رغم يقيننا الكامل بأنه حي يرزق عند الله لقوله تعالى (ولا تحسين الذين قتلو فى سبيل الله امواتا بل احياء عند ربهم يرزقون)».
ابن خال الشهيد
واختتم والدي الشهيد بتوجيه رسالة لأسر الشهداء اليوم بقولهم فى عيد الشرطة :'افرحوا عندكم انهاردة عريس عندكم شهيد انفشو ريشكم وارفعوا راسكم أنتم عندكم شهيد، بينما قالت الأم: «ربنا يصبرنا ويصبركم الفراق صعب بس هم أحياء يشعرون بنا ولكن الفراق فقط ألمه صعب».