تنتظر عائلة العصامدة، بقرية قاو النووارة، التابعة لمركز البداري في أقصى جنوب محافظة أسيوط، وصول جثماني ابنيهما شهيدي الغربة، المتوفيين بحادث تصادم سيارتين، على طريق بن جواد بدولة ليبيا، فجر يوم الجمعة الماضي، والمنتظر وصولهما الساعة الثانية صباح يوم الإثنين ثم إلى مثواهما الأخير.
وبقلب يعتصره الحزن وملامح باهتة من كثرة الألم لفراق ابن عمه، وابن شقيقه، يقول كرم عبد المجيد: 'طلعت ابن عمي ترك خلفه 7 أطفال (4 فتيات، 3 أولاد) أصغرهم ثلاث سنوات'، موضحا أنه اعتاد السفر على مدار العشر سنوات الماضية إلى ليبيا، حيث يعمل نجار مسلح هناك، وقبل وفاته بساعات قليلة اتصلت به لمتابعته والاطمئنان عليه، ومعرفة موعد وصوله، لكن لضعف الشبكة في منطقة بن جواد، حدثني برسالة على الماسنجر.
تغرَّب بحثًا عن "لقمة العيش"
وقال ابن عم الضحية الأولى وعم الضحية الثانية، خلال بث مباشر لـ أهل مصر: 'أما أحمد ابن شقيقي، فوالده ابن عمي، لكن كلنا هنا إخوات، فهو مثل أقرانه يحلم بالعيش الكريم ويسعى إليه، بالإضافة إلى مساعدته لوالديه على مصاعب الحياة، بعد حصوله على الدبلوم، قرر يسافر ليجد فرصة عمل كريمة، غادر البلاد إلى دولة ليبيا منذ 6 أشهر، ليصبح عاملا بسيطا، ولكنه يحمد الله على ذلك'.
وتابع أنه 'مع توقف وركود سوق العمل هناك في فصل الشتاء، وبناء على طلب أسرته قرر العودة إلى أرض الوطن، ليعود مرة أخرى مع تحسن الأجواء، لكن القدر كان له رأى آخر فكل دقيقة وخطوة تقربه لنهايته وليست لأسرته، ليلفظ أنفاسه الأخيرة فى أرض غريبة تاركاً لأهله الحسرة والألم والقهر والندم'.