صناعة فوانيس الحناطير.. مهنة قديمة تظهر عليها آثار السنين، يجلس عم «عبدالله»، داخل ورشته رغم ابتسامته، إلا أن ملامح وجهه تعبر عن حزنٍ كبير، فمهنته كصانع لفوانيس الحناطير في محافظة البحيرة مهددة بالانقراض، فهو آخر صانع لفوانيس الحناطير في المحافظة، وهي المهنة التي تدر له دخله ورزقه الوحيد منذ سنوات.
عم «عبد الله»
60 عامًا في صناعة فوانيس الحناطير
ويروي عم« عبدالله» قصته مع تصنيع فوانيس الحناطير في مدينة دمنهور بمحافظة البحيرة، قائلاً: «اشتغلت مع والدي في صناعة فوانيس رمضان، منذ نعومة أظافري، وكنت في السابعة من عمري، لكن بعد ذلك، اتجهت للعمل مع خالي في صناعة فوانيس الحناطير، وقضيت من عمري 60 عاما في هذه المهنة».
أقدم صانع فوانيس الحناطير في البحيرة
شهرته وصلت للمحافظات المجاورة
وأكد عم «عبدالله» أنه أحب المهنة وأخلص لها، وبعد وفاة خاله، بدأ العمل في هذه المهنة بمفرده، حتى ذاع صيته في محافظة البحيرة والإسكندرية وعدد من المحافظات، وكان يأتي أصحاب الحناطير من المحافظات لصناعة فوانيس الحناطير لديه، ولم يقتصر عمله على تصنيع الفوانيس فقط لكن إصلاح التالف أو تركيب الحليات المعدنية أو أعمال طلاء الفوانيس، ولكن الآن لا يطلبه أحد إلا قليلا.
عم عبد الله صانع فوانيس الحناطير
صيته وصل لليونان
وأضاف عم «عبدالله»، أن «الحناطير قديما كانت خاصة بالبشاوات، موضحا أن صاحب أحد الحناطير أرسل له زبونًا من دولة اليونان، وكان يحتاج لصناعة فوانيس لحنطور خاص به، فقمت بعمل فوانيس بمقاسات خاصة»، مؤكدا أن الزبون أُعجب بعمله وطلب منه أن يسافر معه إلى اليونان، ويعمل بمهنته في صناعة فوانيس الحناطير هناك، إلا أنه رفض، قائلًا: «رزق هنا رزق هنا وأنا مش هسيب بلدي».
وتابع عم «عبد الله»، أنه الوحيد في محافظة البحيرة الذي يعمل في صناعة فوانيس الحناطير الآن، مشيرا إلى أن أغلب زبائنه من محافظة الإسكندرية، حيث يأتون إليه لشراء فوانيس الحناطير حتى الآن.
واختتم حديثه قائلًا: «بقالي 60 عاما في مهنة تصنيع فوانيس الحناطير، بكسب قوت يومي وأنفق على أسرتي، فأنا لا أريد المال أو غيره لكن أمنيتي الوحيد هو أن تزور زوجتي بيت الله الحرام وقبر نبيه الكريم، لأكون قد أديت رسالتي على الوجه الأكمل».