جانا رمضان شهر الرحمة والمغفرة للقبائل البدوية بالصحراء الغربية بمطروح ، يقام فيه جلسات الصلح العرفية في المجتمع القبلي، لتسوية أية خصومات ثأرية بين العائلات، ونشر قيم التسامح والتراحم في الشهر الفضيل وهي عادات توارثتها الأجيال، ويحرص الأهالي على إحياء تراث الأجداد خلال الشهر الكريم، الذي يتميز عن غيره من الشهور بالتجمّعات العائلية بالإضافة إلى عقد حلقات الذكر وتلاوة القرآن الكريم، وأداء صلاة التراويح والقيام.
رمضان في مطروح
شهر الصلح
ويقول نجم الدين مجاور لـــ'أهل مصر' من شباب مطروح، إن شهر رمضان تحرص فيه القبائل العربية على عقد جلسات الصلح العرفية لإنهاء المشكلات بين العائلات المتشاجرة، وبعد التوصّل إلى اتفاق الصلح، يتم عمل وليمة كبيرة، يتناول فيها الحضور الأكل وذبح الماشية توزع علي الفقراء، والنصف الآخر على الحاضرين في جلسة الصلح.
ويضيف نجم الدين أن مطروح، تعكس عادات وتقاليد أهالي المحافظة في شهر رمضان الكريم، جوانب من العمق الاجتماعي والثقافي لسكان الصحراء الغربية، حيث تجتمع العائلات والقبائل على موائد الإفطار، تعبيرا عن الترابط العائلي والاجتماعي، وسط أجواء مفعمة بالألفة والتلاحم، لإحياء عادات وتقاليد قديمة رسخها الأجداد في أبناء البادية.
رمضان في مطروح
خصومات ثأرية
ويشير ابن مطروح إلى أهم وأعظم العادات التي توارثتها الأجيال، 'إنهاء خصومة ثأرية بين عائلتين '، تتلخص في قيام أسرة القاتل بتقديم 'الكفن' لأهل القتيل لإنهاء الخلافات الثأرية ووقف نزيف وبحور الدم، من خلال جلسة صلح 'عرفية' يحضرها شيوخ وكبار القبائل فى المنطقة، وفي ظل حضور أمني مكثف حتى يكون الحضور شاهدا على إنهاء الخصومة الثأرية وإتمام عملية الصلح، لكن ما لا يعرفه الكثير أن عملية تقديم الكفن ليست بالأمر الهين وتستغرق شهورا وربما سنوات قبل اتخاذ القرار النهائي بشأنها.
رمضان في مطروح
إصلاح ذات البين
ويؤكد نجم الدين أن أفضل درجة من الصيام والصلاة وقال رسول الله (ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة) قالوا: بلى يا رسول الله، قال: (إصلاح ذات البين، فإن فساد ذات البين هي الحالقة) ، ويشدد علماء الدين أن من أفضل الأعمال في رمضان وأحبها إلى الله، الإصلاح بين الناس فهو خيرٌ تهابُّ به على القلوب المتجافية إصلاحا تسكن به النفوس، ويتلاشى به الشحناء، وهو نهج شرعي يصان به الناس، وتحقن به الدماء.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
