أحن إنسان فى الدنيا، لم تفارق الابتسامة وجهه ، وًكأنه طفل صغير ، اتصلت به قبل الحادث بربع ساعة ، لم يرد على ، فقلت لنفسى لابد أنه مشغول باحدى المحاضرات.. هكذا بدأ يروى والد الطالب محمد خميس احد طلاب جامعة بورسعيد و الذى لقى مصرعه امام كلية العلوم ، خلال بث مباشر على موقع ' اهل مصر ' تفاصيل تلقيه خبر وفاة نجله.والد الطالب محمد
خميس: ابنى اشترى لبس العيد ومفرحش
قال الاب: اتصلت بى إحدى زميلات محمد فى الكلية ، و أخبرتني انه فى المستشفى إثر حادث امام الكلية ، فتوجهت مسرعا اليه ، و بمجرد ان رأيته أدركت بانها اللحظات الأخيرة فى حياته، و انه سوف يلفظ انفاسه الاخيرة ، فاتصلت بوالدته و اخبرتها أننى مريض بمستشفى الزهور ، و طلبت منها أن تأتى بسرعة ، بالفعل حضرت الى المستشفى ، و فى تلك اللحظة سمعت احد طاقم التمريض يقول الحالة الثانية توفيت ، فجلست مكانى و لم أتحرك ، تلقيت صدمة عمرى انا و والدته بفقدان قرة أعيننا. موبايل الطالب محمد خميسشاب مكافح يعمل و يدرس
واضاف الاب: كانت علاقة محمد جميلة بجميع من حوله حتى اشقائه ، و زملائه ، ' لسانه حلو عمره ما طلعت منه العيبه ' ، نجلى اعتمد على نفسه و كان شاب مكافح ، كان يستيقظ من بعد اذان الفجر و يذهب للعمل فى احد المصانع بالاستثمار ، و يأتى من عمله يذهب الى الكلية ، لا يكل و لا يمل ، يساعد نفسه بنفسه و يساعدني على المعيشة الصعبة يدا بيد ،و كتفا بكتف ، لاننى اعمل سائق سيارة أجرة. .صلى عليه آلآلآف من المواطنين بمسجد الحسين
و تابع الاب ، محمد استعد للعيد مبكرا، فاشترى ملابسه الجديدة قبل ايام من وفاته ، لم يعلم بما يخفيه القدر له و لنا جميعا ، و ان شاء الله ستكون ايامه كلها اعياد فى الجنة ، و أشد ما يحزنني هى لحظات الرعب و الترقب للموت التى عاشها نجلى ، و أصحابه قبل أن تدهسهم السيارة ، اثناء اقترابها منهم فجأة ، فكلما شاهدت الفيديو المنتشر على مواقع التواصل الاجتماعى، كلما انفطر قلبى حزنا،و ألما ،فقد ماتوا قبل أن تدهسهم السيارة.
جنازة الطالب محمد خميس شهيد العلم و العمل
و بصوت حزين، منخفض ،و عيون تملؤها الدموع ، اختتم والد الطالب محمد حديثه قائلا : ابنى كان أحن ولد فى الدنيا ' اتذكر موقف حدث بيننا ، ذات يوم كنت أجلس معه، و اخبرته ان الموبايل الخاص بى أصبح تالفا ، لم يتردد و لو ثانية واحدة ، و اعطانى الموبايل الخاص به و قال لى ' خده يا بابا و انا ها اتصرف ' ،ترك فراغ كبير فى حياتنا ، ترك قلوبنا مكلومة تنزف دموعا ، ضاعت فرحتنا ، بفقدان فلذة كبدنا ، لكن الحمد لله انا راضى بقضاء الله ،و يكفى انه مات شهيدا للعلم و العمل ، وصلى عليه آلآلآف من المواطنين بمسجد الحسين اثناء صلاة التهجد فى ليله وترية ، لعلها كانت ليلة القدر التى زف فيها عريس الجنة ، وأطالب بحق ابنى وجميع من ماتوا معه.