'روحها مازالت تحوم بالمكان الذي كانت تجلس فيه للصلاة وقراءة القرآن داخل البيت، وأشعر بالوحدة بعد فراقها'، بهذه الكلمات المعبرة عن الحب والوفاء، بدأ الحاج محمود الصعيدي، زوج الحاجة صالحة تومة، السيدة البورسعيدية التي تُوفيت في أثناء تأديتها مناسك الحج، يروي لـ'أهل مصر' تفاصيل آخر لقاء مع زوجته وأسرارًا عن حياتها.
الزوج الحاجة المتوفية
اسم على مسمى
قال الحاج محمود، والدموع تنهمر من عينيه: 'زوجتي كانت تشعر بأنها لن تعود من الأراضى المقدسة، كانت ترفع يدها وتودّعنا أنا وأبنائى الاثنين وعينيها شاردتان، كل شىء فى المنزل بترتيب يديها، فهي صالحة، بالفعل اسمى على مسمى'.
وأضاف الزوج المكلوم، أنه مضى على زواجهما 40 عامًا، لم يشتكي منها يومًا، ولم تفكر في نفسها، ولم تطلب شيئا لنفسها، لم تطلب سوى الذهاب إلى السعودية لأداء فريضة الحج، و بالفعل حققت أمنيتها، ولم يكن يعلم بأنها ستكون الأمنية الأخيرة لها.
الحاجة تومة خلال توديعها زوجها وأبنائها
علمت خبر وفاتها من خلال مواقع التواصل
وتابع: كنت على تواصل دائم معها بمجرد وصولها للمملكة العربية السعودية، كانت تتصل بي مرتين فى اليوم الواحد، ولم تشتكي لي من رحلة العذاب التي مرت بها، إلى أن فوجئت بخبر وفاتها من على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث اتصل بي ابني وهو يبكي وقال لي 'ماما ماتت يا بابا' لم أصدق، والغربب أنها كانت تشعر بأنها لن تعود، أخذت معها جميع محتوياتها الشخصية من المصحف الشريف وغيره، وكأنها كانت تستعد للرحيل دون سابق إنذار.
طلب منى ألف ريال بعد وفاتها
و استطرد الزوج: أُخاطب جميع الجهات الأمنية بالتدخل وإلقاء القبض على شخص يدعى 'أحمد. ف'، و هو الذي تواصلنا معه نحن ومجموعة من الحجاج وحصل منّي على مبلغ 210 ألف جنيهات مقابل فيزة الزيارة، وأقنعنا بأنها رحلة ممتعة للحج ولن تُقابل أية صعوبات، لكن للأسف زوجتي تعذبت هي ومن معها، حتى عندما تُوفيت طلبْت منه أن يذهب لاستلام جثمانها، لكنه قال بأن المكان بعيد وسوف يتكلف مبلغ 200 ريال ورفض الذهاب، واضطررنا لعمل توكيل لأحد أقارب زوجة ابني وهو يعمل بالسعودية حتى يتم دفنها هناك، ولم يكتفي بذلك بل طلب منّي ألف ريال بعد وفاة زوجتي مقابل بعض المصروفات هناك قبل وفاتها.
واختتم الزوج المكلوم حديثه، قائلًا: زوجتي قدمت فى حج الجمعيات 7 سنوات، ولم يأذن الله لها به، فظهر هذا الشخص وأقنعنا بتأشيرة الزيارة وهي ما صدقت 'اتعلقت بقشاية' من أجل أن تحقق أمنية عمرها، وتوسلت لي بإلحاح شديد من أجل الموافقة، قالت لي 'أنا بحلم أني بحج من وأنا عمري 8 سنوات'، واستطرد قائلّا: 'نصيحتي لأي شخص مشتاق لزيارة بيت الله الحرام قدموا رسمي للحج، الناس اتبهدلت، واتعرضت حياتهم للخطر، زوجتي أخفت عنّي تعبها خافت إني أشيل همها'.