خاض أبطال ملحمة البرث، معارك ضارية سجلت لهم بأحرف من ذهب، وقادهم الشهيد أحمد المنسى، بكل جدارة وبسالة وبجواره البطل الشهيد محمد صلاح الذى أكمل الأسطورة بعد استشهاد المنسى.
وقالت زينب محمد، والدة الشهيد محمد صلاح، إنه كان يتمتع بالتفوق فى حب الوطن والانتماء له لا يخاف إلا الله ولا يهاب الموت لحظة واحدة، يكتم أسرار وخفايا عمله عن أقرب الناس نحن والديه، فى آخر زيارة قبل الاستشهاد قضى البطل أيام من شهر رمضان المبارك معنا فى أعمال الخير التى لم نعلم عنها شىء إلا بعد الشهادة.
وأوضحت أم البطل أن محمد كان من المقرر السفر ثالث أيام العيد ولكنه قدم يوما ليكون الثانى وانقطع بيننا الإتصال لأيام جميعها صعبة وشاقة من القلق عليه إلى أن عادت روحى من جديد بسماع صوته، وقبل المعركة بيوم واحد قام بمحادثتى مرتين متتاليتين وكأنه يودعنى، يوصينى خلالهم بأخته الصغيرة وجميع أشقائه.
وتابعت: "يوم الاستشهاد جاء أحد الأصدقاء ليبلغنا الخبر أن محمد استشهد فى سيناء، رفض العقل التصديق وأنا اقول لهم أنه ليس فى سيناء حيث أنه لم يخبرني بمكان عمله خوفا وشفقة علينا، ثم خرجت إلى الشرفة لأجد الجميع يؤكد الخبر".
وأشارت إلى أن جميع زملاء الشهيد من حضروا جنازته كانوا مندهشين من بسالته وتضحيته وبطولته، بعد وفاة المنسى كان محمد هو المسؤل عن التأمين ومتابعة الاحداثيات ومع وفاة معظم الكمين طلب محمد من الدعم ضرب الموقع بالكامل حتى لا يستحوذ عليه التكفيريين ويمثلون بجسمانهم الطاهر واستشهد على يد أحدهم تلقى رصاصة فى جانبه خرجت من ظهره ليلقى ربه ويرقد بجوار أصدقائه.