تقع 'جبانة هو' غرب مدينة نجع حمادي شمال محافظة قنا، وتبلغ مساحتها قرابة 40 فدانًا، ﺗﺪﻓﻦ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ 150 ﻗﺮﻳﺔ، ﻳﺄﺗﻮﻥ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻣﺤﻤﻠﻴﻦ ﺑﺎﻟﻤﻮﺗﻰ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺣﻤﻞ ﺍﻟﻨﻌﺶ في ﺟﺮﺍﺭﺍﺕ ﺯﺭﺍﻋﻴﺔ ﺃﻭ ﻋﺮﺑﺎﺕ ﻧﻮﻉ ﻛﺒﻮد، وﺗﻠﻚ ﺍﻟﺠﺒﺎﻧﺔ ﻭﺻﻔﻬﺎ ﺍﻟﺒﺎﺣﺜﻮﻥ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﻮﻥ في ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺧﻤﺴﻴﻨﻴﺎﺕ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻤﺎضى ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺇﺣﺪﻯ ﻋﺠﺎﺋﺐ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ.
مميزات جبانة هو
وتتميز باحتواء مقابرها على أشكال مختلفة كالجمل والتابوت وأبو رقبة، وعليها رسومات مثل المشط والمرآة والسبح والأباريق والمقص والحلقان، منذ مئات السنين، والتي ﺗﻌﺒﺮ ﻋﻦ ﻋﻤﺮ ﺍﻟﻤﻴﺖ ﻭﻣﻜﺎﻧﺘﻪ ﺍاﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺟﻨﺴﻴﺘﻪ ﺫﻛﺮ كان ﺃﻡ ﺃﻧﺜﻰ.
وتحتوي الجبانة بالإضافة إلى القبور عددًا من الأضرحة يزورها العديد من المواطنين للتبرك بأولياء الله الصالحين، ولعل من أبرزهم الشيخ أمير ضرار، وغيره من الأولياء الذين تقام لهم الليالي والمديح والذكر.
وﺗﺤﻮﻯ جبانة هو بنجع حمادي ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺑﺌﺮ ﺗﻢ ﺣﻔﺮﻫﺎ في ﻋﻬﺩ ﺍﻟﻔﺘﺢ ﺍﻟﻌﺮبي ﻟﻤﺼﺮ، ﻭﻫي ﺍﻵﺑﺎﺭ ﺍلتي ﻳﺠﻠﺐ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﺴﺎﺑﻠﻮﻥ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﻹﻗﺎﻣﺔ ﺍﻟﻘﺒﻮﺭ.
ولا يقتصر الأمر في هذه الجبانة على ما تحتويه من أضرحة ورسومات وآبار، إذ يعتقد البعض من الأهالي، بأن من يسكن مقابر هو من الموتى يدخلون الجنة، ومن اعتزازهم بتلك المقابر اعتبروا أنه يوجد بها فدان من الجنة، وإن كان متخصصون أكدوا أنه لا أساس تاريخي أو علمي لتلك الأقاويل.
رسومات وأشكال القبور
وعن الرسومات والأشكال المرسومة على القبور، فهي تختلف من ذكر لأنثى، وهي رسومات تحدد ﻋﻤﺮ ﺍﻟﻤﻴﺖ ﻭﻣﻜﺎﻧﺘﻪ ﺍلاﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ، ﻓﺎﻟﻘﺒﻮﺭ ﻋﺎﻣﺔ ﻳﺮﻣﺰ ﻟﻬﺎ ﺑﺮﺳﻢ ﺍﻟﺠﻤﻞ، ﻭﺫﻟﻚ ﻟﻤﻜﺎﻧﺔ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺤﻴﻮﺍﻥ في ﺍﻹﺳﻼﻡ، ﻓﻬﻮ ﺍﻟﺤﻴﻮﺍﻥ ﺍلذي ﻧﻄﻖ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ - صلى الله عليه وسلم - ﺑﺎﻟﺸﻬﺎﺩﺗﻴﻦ، ﻛﺬﻟﻚ ﺭﻣﺰ ﺍﻟﺠﻤﻞ اﻗﺘﺮﻥ ﺑﺎﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﺼﺒﻮﺭ، واﺧتير ﺍﻟﺠﻤﻞ أيضًا، ﻧﻈﺮﺍً ﻷﻥ الجبانة ﻭﺍلتي ﺷﻬﺪﺕ ﻛﺜﻴﺮﺍً ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺮﻭﺏ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺠﻤﻞ ﻭﺍﻟﺤﺼﺎﻥ ﻣﻦ ﺃﻫﻢ ﺍﻟﺤﻴﻮﺍﻧﺎﺕ ﺍلتي ﺣﺎﺭﺏ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﻌﺮبي، فكان الرجل ﻳﺮﺳﻢ ﻟﻪ ﺟﻤﻞ ﻛﺎﻣﻞ ﺪﻭﻥ ﻧﻘﺼﺎﻥ، ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻓﺎﻟﺠﻤﻞ ﺍﻟﺬي ﻳﺮﺳﻢ ﻋﻠﻰ ﻗﺒﺮﻫﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﻧﺎﻗﺼًﺎ ﺃي ﺪﻭﻥ ﺭﺃﺱ، وهو ﻳﺮﻣﺰ ﻟﻨﻘﺼﺎﻥ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﺬي ﻳﺮﺳﻤﻪ ﻛﺎﻣﻼً.
ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻘﺒﻮﺭ التي تكون دون زخارف، فهي ﻏﺎﻟﺒًﺎ تكون ﻟﻠﻤﺮﺃﺓ ﺍلتي ﺗﻌﺪﺕ ﻋﻤﺮ ﺍﻟﺴﺘﻴﻦ، ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻌﻤﺮ ﺍﻟﺬي ﻻﻳﻜﻮﻥ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﺤﻖ ﺃﻥ ﻳﺮﺳﻢ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﻘﺒﺮ ﺑﺎﻟﺰﺧﺎﺭﻑ، ﺃﻣﺎ ﺍﻷﻧﺜﻰ ﺍﻟﺸﺎﺑﺔ ﻓﻴﺮﺳﻢ ﻟﻬﺎ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺗﺪﻝ على ﺃﻧﻮﺛﺘﻬﺎ ﻭهي ﺍﻟﻤﺸﻂ ﻭﺍﻟﻤﻘﺺ ﻭﺍﻟﻤﺮﺁﺓ ﻭﻫي ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﺍلتي ﺗﺨﺘﺺ ﺑﻬﺎ ﺍﻷﻧﺜﻰ، ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﺍﻟﺬﻛﺮ ﻓﻴﺮﺳﻢ ﻋﻠﻰ ﻗﺒﺮﻩ ﺃﺷﻴﺎﺀ ﺗﻌﺒﺮ ﻋﻦ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻭﻫي ﻣﺴﺒﺤﺔ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺇﺑﺮﻳﻖ ﺍﻟﻮﺿﻮﺀ ﻭﺷﻤﺴﻴﺔ ﻭﻋﺼﺎ، أﻣﺎ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﻌﺠﻮﺯ ﻓﻼ ﻳُﺮﺳﻢ ﻟﻪ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﻌﺠﻮﺯ، ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ في ﺑﻌﺾ ﺍﻷﺣﻴﺎﻥ ﻳﺮﻣﺰﻭﻥ ﻟﻪ ﺑﺮﻣﺰ ﺍﻟﻌﺼﺎ ﻓﻘﻂ، ﻭﻫي ﺗﻌﺒﻴﺮاً ﻋﻦ ﺍﻟﺸﻴﺨﻮﺧﺔ.
تقسيم الجبانة
ﻭﺗﻨﻘﺴﻢ ﺍﻟﻘﺒﻮﺭ في ﺍﻟﺠﺒﺎﻧﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ، أشهرها الفساقي ﻓﻠﻜﻞ ﻋﺎﺋﻠﺔ ﺩﻭﺭﺍً ﻳﺪﻓﻨﻮﻥ ﻓﻴﻪ ﻣﻮﺗﺎﻫﻢ، يحوي ﺍﻟﺪﻭﺭ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﻟﻜﻞ ﻋﺎﺋﻠﺔ ﻣﺎﺑﻴﻦ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﺃﻭ ﺳﺘﺔ ﻗﺒﻮﺭ، وهو عبارة عن مبنى مرتفع بسور قد يصل إلى متر ونصف أومترين له بوابة رئيسية يدخل منها، نعش الميت ليستقر أمام الفسقية وهذا السور قد يكون من الطوب اللبن أو مطلي بالجير ومن الطوب الجيري.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
