«محمد» الكفيف مُحترف الهاند ميد والتطريز ببورسعيد: «بعتمد على الإحساس.. وشقيقتي كانت النور لعيني» (صور)

الكفيف المبصر.. "محمد" يرى بنور البصيرة وحريف صناعة الهاند ميد وتطريز السجاد ببورسعيد: بعتمد على الإحساس
الكفيف المبصر.. "محمد" يرى بنور البصيرة وحريف صناعة الهاند ميد وتطريز السجاد ببورسعيد: بعتمد على الإحساس

تحدى إعاقته البصرية بأصعب عمل ممكن أن يؤديه الإنسان المبصر، تعلم منه الصبر وقوة الإرادة والتحدي، حتى شعر بأنه يستطيع أن يعمل كل ما هو مستحيل، فأبدع في شغل الهاند ميد، العمل الذي يحتاج إلى قوة ملاحظة وبصيرة، فأبدع فيه الشاب البورسعيدي الكفيف محمد عادل.

الكفيف المبصر.. 'محمد' حريف صناعة الهاند ميد

محمد الكفيف صانع الهاند ميد ببورسعيد

قال قاهر الظلام خلال بث مباشر على موقع أهل مصر: 'لم أشعر بأنني من ذوي الإعاقة، بل لدي طاقة كبيرة للعلم والتعلم، فقد حرصت على إنهاء دراستي بكلية الدراسات الإسلامية، قسم الشريعة بمحافظة دمياط، وكانت شقيقتي إسراء هي شريكة رحلة كفاحي والنور الذي يشع ويضيء طريقي وسط ظلام حالك، حيث كانت تذهب معي يوميًا إلى الكلية بمحافظة أخرى، وتحفزني وتشد من أزري من أجل التفوق، وبالفعل أنهيت الدراسة وحصلت على الليسانس.'

أسرة بورسعيدية تبدع في شغل الهاند ميد أسرة بورسعيدية تبدع في شغل الهاند ميد

شغل الخرز بالإحساس

وأضاف بطل تحدي الإعاقة: 'عندما كنت أجلس بمنزلنا شاهدت والدتي وشقيقتي تقومان بشغل الهاند ميد، فطلبت منهما تعليمي، وبالفعل بدأت والدتي تعلمني معرفة الألوان والخطوط الأولية لعمل فوانيس الخرز، وبدأت صنع الفانوس كاملاً بأشكال وألوان مختلفة، والموضوع يحتاج إلى صبر بالإضافة إلى صنع أي شيء بحب، فأنا تعلمت وأتقنت شغل الخرز بالإحساس فقط، فوالدتي وشقيقتي لم تتوقعا أنني سأتقن تعلم الخرز لأني كفيف، حتى والدي ساعدني في تعليم الخرز ويوجهني'.

طريقة شغل الخرز

وعن طريقة شغل الخرز. وقال محمد: 'أنا أمسك بالخيط وأظل أبحث بالتحسس عن فتحة الخرزة حتى أضع الخيط فيها، ثم أربط الخيط بالخرزة وأبدأ في الخرزة المجاورة لها، فالخرز شغله يناسبني، والحمد لله استطعت أن أتفوق على نفسي وقمت بصنع الفانوس الخرز بمفردي'.

حكاية أسرة بورسعيدية تبدع فى شغل الهاند ميد حكاية أسرة بورسعيدية تبدع فى شغل الهاند ميد

أحلم بمصنع

واختم محمد: 'أتمنى أن أحقق أحلامي وهي تعليم برمجيات الكمبيوتر بشكل كبير، وأتعرف على برامج جديدة على مواقع التواصل الاجتماعي أكتسب منها العلم والخبرة، كما أتمنى أن يكون لي مصنع كبير ويتم تسويق المنتج، وأطور شغلي وأبدع في عمل الإكسسوارات'.

الشاب البورسعيدي محمد عادل و والدتهالشاب البورسعيدي محمد عادل و والدته

كفاح أم مع أبنائها

من جانبها قالت أحلام كمال والدة محمد وإسراء: 'بدأ عملي في شغل الهاند ميد بالإكسسوارات لزميلات إسراء في الكلية، وكانت مجاملات فقط، ثم تطور الأمر إلى العمل بصورة أكبر وعلى نطاق أوسع بعد زيادة الطلب على شغل الإكسسوارات، وفي هذا التوقيت كان الخرز يقتصر على صنع الميداليات فقط، فقررت أنا وابنتي إسراء عمل الفوانيس بألوان وأشكال مختلفة، وبدأنا بتوزيعها على المحلات والأكشاك في الشوارع، وبدأت الطلبات تزداد على الفوانيس، واستطعنا منافسة الفوانيس المستوردة في ذلك الوقت'.

أسرة بورسعيدية تحدت المستحيلأسرة بورسعيدية تحدت المستحيل

توريد للخارج

وأضافت الأم: 'شغل الخرز هو عالم آخر، لا يقتصر على صنع الفوانيس فقط، بل صنعنا البوكسات وعلب المناديل والعرائس بوحدات الصوت والضوء حتى تعطى إضاءة وصوت للغناء يجذب الزبون'.

وتابعت الأم: 'الفوانيس الخرز تتحمل وتستخدم لسنوات عكس الفانوس المستورد، لذلك فهي مهنة تحتاج إلى صبر وطولة بال، ولابد أن نحبها حتى نبدع فيها، والحمد لله علمت أولادي شغل الهاند ميد، كما أنني أعطي كورسات لتعليم الخياطة وشغل الهاند ميد حتى أستطيع أن أساعد الفتيات والسيدات في تعليم مهنة وصنعة يعتمدون بها على أنفسهن، تعبك يزول عندما تجد أمامك منتج جميل، ويزداد الطلب عليه من جميع المحافظات، ونحن الآن نقوم بتوريد طلبات كثيرة للخارج'.

إسراء و شقيقها محمد و والدتهماإسراء و شقيقها محمد و والدتهما

إصرار وصبر

ومن جانبها قالت إسراء شقيقة محمد: 'أنا ووالدتي لم نتوقع نجاح محمد في شغل الخرز، وأعتقدنا أن إعاقته البصرية سوف تحول دون تعلمه ذلك، لكنه كان يتميز بالإصرار والصبر، وكلنا انبهرنا بمهارته واتقانه، لدرجة أنه أبدع في شغل الفانوس بمفرده، فشقيقي لديه موهبة أكثر منا نحن المبصرين، والحمد لله استطعنا منافسة المنتجات المستوردة، وأصبح لدينا براند نفتخر به، والحمد لله رغم أننا بدأنا في ظروف صعبة، إلا أننا حققنا ما كنا نحلم به بالأمس وكان مستحيلاً'.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً