تلمحه عيناك أثناء سيرك بأحد الشوارع الجانبية وهو يتوسط بعض الآثاث المهتريء، تحيط به أدوات ودهانات من كل مكان، ليبدل بلمسته السحرية هذا الآثاث المهتريء إلى آخر جديد قد تظنه للوهلة الأولى إذا تصادف مرورك من ذات المكان أنه حديث الصناعة.
'الحرفة دي فن ومحتاجة صبر أيوب'، هكذا وصف عم 'محمد علَّام'، ابن قرية محلة دياي التابعة لمركز دسوق بمحافظة كفر الشيخ، مجال ترميم الموبيليا المستعملة الذي يعمل به منذ 40 عامًا، معبرًا عن حبه الشديد لمهنته التي يخشى عليها من الاندثار بسبب قلة المشتغلين بها.
'عم محمد' ساحر الموبيليا المستعملة بكفر الشيخ
قال 'عم محمد' في بداية حديثه ل'أهل مصر' أنه يعمل في ترميم الموبيليا المستعملة منذ 40 عامًا، حيث أحب المهنة كثيرًا واكتفى بها وحدها دون غيرها من باقي المهن، متابعًا: 'أستطيع أن أُحَوِّل أي موبيليا مستعملة لأخرى جديدة، كما أستطيع تحويل الشيء لآخر مثل كرسي لطاولة، أو كنب عربي لركنة، وغيره.
ويكمل في حديثه: لم أفكر طوال السنوات الماضية في العمل بصناعة الموبيليا الحديثة؛ لأنني لا أمتلك الإمكانيات المادية اللازمة لذلك، مشيرًا إلى أن هذه المهنة تحتاج إلى فن وصبر.
وأضاف بالقول أن الإقبال على ترميم الموبيليا المستعملة أصبح أكثر من ذي قبل؛ بسبب ارتفاع سعر الموبيليا الجديدة. وأوضح أنه رغم ذلك فإن المهنة تواجه خطر الاندثار؛ بسبب قلة العاملين بها خاصة وأن المهنة تحتاج لصبر كبير لا يمتلكه الكثيرون هذه الأيام.
وأردف: أستطيع أن أغير قطعة الآثاث حسب رغبة الزبون، كما أستطيع أن أجمع أخشاب مستعملة وأصنع منها قطعة آثاث للزبون حسب طلبه. وأكد أن موسم العمل للعاملين بهذا المجال هو فصل الصيف، وأنه يعمل طوال أيام الأسبوع من الساعة السابعة صباحًا وحتى الواحدة ظهرًا، ثم يأخذ قسطًا من الراحة ويعاود العمل ثانية حتى السابعة مساء.
واستطرد: اختار أولادي العمل بمجالات أخرى، وهذا الأمر لم يحزنني؛ لأنني تركت لهم حرية الاختيار، متابعًا: كنت أمر بأيام لا يأتي إلي أي زبائن، ولكنني صبرت كثيرًا وتحملت؛ لأنني أحب هذه المهنة.