تعرضت محامية من مدينة الزقازيق بمحافظة الشرقية، إلى واقعة إهمال طبي أثناء خضوعها لإجراء عملية في العينين على يد طبيب يمتلك مستشفى خاصا، ما أدى إلى فقدانها البصر بالعين اليمنى، وضعف الإبصار بالعين اليسرى.
فقد الإبصار بسبب إهمال طبي بالشرقية
وحررت الشاكية محضرا بالواقعة، ولم يتسن لها متابعة المحضر نظرا لظروف مرض زوجها ووفاته، وتزامن ذلك مع أداء نجلها الأصغر امتحانات الثانوية العامة ودخول الجامعة، ما ترتب عليه حفظ المحضر، وقررت رفع دعوى مدنية ضبط صاحب مركز الطبي للعيون للمطالبة بالتعويض ليتسنى لها إعادة مقاضاته بالحق الجنائي.
وقالت منى أحمد عبدالسلام، في أواخر العقد الخامس من العمر محامية مقيمة بمدينة الزقازيق، في منتصف العام قبل الماضي، إنها شعرت بألم مصاحب لصداع واحمرار بعينيها، ذهبت على إثره لأحد الأطباء الذي نصحها الذهاب لطبيب عيون، فتوجهت لأحد المستشفيات الخاصة وعقب توقيع الكشف الطبي عليها، طلب منها الطبيب عمل أشعة وأخبرها أن ضغط العين عالي بالإضافة إلي احتمالية تعرضها لنزيف بالشبكية.
نزيف بالشبكية
عقب إجراء الأشعة تبين أن الشبكية بها نزيف وأخبرها بضرورة حقن عينيها بمادة تسمي الايليا، بعد علمه أنها مريضة قلب وخضعت منذ شهرين لتركيب دعامة ولا ينتج ذلك ضررا عليها.
الشاكية خضعت يوم 4 يونيو 2022 لعملية الحقن بثلاث حقن عقب وضع الطبيب لها مادة البيتادين، مع وضع قطرة كل ثلاث ساعات، قائلة: 'دخلت أعمل عملية خرجت مبشوفش، حسيتهم بيحطوا سيـخ في عيني، وخسرت شغلي من وقتها'، وفي اليوم التالي ذهبت للمستشفى للمتابعة وإزالة الشاش لكنها شعرت حينها أنها لم تعد ترى مرة أخرى، فأخبروها أن ما يحدث طبيعى.
وفي اليوم الثالث التقت بالطبيب المشكو في حقه وأخبرته بشعورها بصداع، فذهبت للمركز فى اليوم التالى مباشرة وطلبت من الطبيب المشكو في حقه الكشف على العينين لبيان ماحدث بهما وليتمكن من سرعة وقف النزيف بالعينين.
فوجئت الشاكية بالطبيب يرفض توقيع الكشف عليها ويطلب منها أخذ العلاج وبعد إسبوع تذهب للكشف حسبما قرر، وعندما وصلت لدرجة عدم الرؤيا بالعينين ذهبت لأحد أساتذه الشبكية بجامعة الزقازيق أخبرها بأن الحقن كان خطأ طبى جسيم مرتكب ممن قام به وأن الحقن أثر على العين اليمنى التى أصبحت لا تر بها الآن وأن ما ارتكبه الطبيب المشكو في حقه يعد خطأ مهنى جسيم أدى إلى فقدانها الإبصار بالعين اليمنى تماماً مع ضعف شديد بالإبصار فى العين اليسرى حيث إنه كان يتعين عليه علاج العين قبل وقف النزيف.
نقيب المحامين يترافع في القضية
فقدان السيدة الإبصار أدى لعدم قدرتها على أداء عملها لأنها لم تعد تستطيع القراءة أو رؤية الأشخاص والأشياء وأصبحت تعتمد على ابنها الذي يقوم برعايتها بشكل كامل.
وناشدت الشاكية وزير العدل ووزير الصحة الوقوف بجانبها لتحصل على حقها خاصة أن الطبيب المشكو في حقه هددها بأنها لن تستفيد شيء من مقاضاته، وبمجرد علمه بقيامها بتحرير محضر ضده قام بعمل مبادرة الكشف مجانا لمدة أسبوع على جميع المحامين في محاولة لاستقطاب زملائها وعدم وقوفهم بجانبها، ولفتت إلا أن ذلك لم يثن زملاءها عن الوقوف بجانبها وقام نقيب المحامين بالشرقية عادل عفيفي بالترافع في القضية.
وكانت محكمة جنايات الزقازيق قررت تأجيل نظر الدعوى رقم 1375 لسنة 2024 المقامة من المحامية منى أحمد عبد السلام محمد 49 عاما ضد ' ا . ب ' صاحب مركز لجراحة العيون بالزقازيق إلى جلسة 26 نوفمبر للحكم.