لا تزال أزمة ارتفاع أسعار الأسمدة مشكلة كبيرة تواجه المزارعين خاصة في ظل قلة الكميات التي يتم صرفها لهم من الجمعيات الزراعية، بالإضافة إلى عدم توفرها في أحيان أخرى، مما يضطرهم إلى شرائها من السوق السوداء بأسعار فلكية تشكل عبئًا كبيرًا بالنسبة لهم.
ويواجه المستأجرون مشكلة أخرى تمثل عبئًا إضافيًا لهم آلا وهي تعنت مالك الأرض ورفضه بيع الأسمدة التي يحصل عليها من الجمعية للمستأجر وبيعها في السوق السوداء، ليجد المستأجر بذلك نفسه مضطرًا لشراء كل الأسمدة التي يحتاجها لأرضه من السوق السوداء.
صورة تعبيرية
أزمة ارتفاع أسعار الأسمدة
ويرصد أهل مصر في هذا التقرير مشكلة أزمة ارتفاع أسعار الأسمدة التي تواجه الفلاحين بمحافظة كفر الشيخ خلال الآونة الأخيرة.
قال شعبان القرنشاوي، مزارع، إن هناك ارتفاع في أسعار الأسمدة حيث وصل سعر العبوة في السوق السوداء ل 1100 جنيه، وأن الكمية التي يتم صرفها من الجمعية الزراعية لا تكفي، حيث يُصرف عدد 2 شيكارة لفدان القطن، فيما يحتاج الفدان لأكثر من ذلك.
الأزمة مستمرة منذ شهور
وتابع: السماد غير متوفر في الجمعيات، وكذلك المبيدات، وهذه المشكلة مستمرة منذ قرابة الـ8 أشهر، ولقد تأخرت الجمعية في صرف أسمدة المحاصيل الصيفية لنا، والتي لم تكن كافية إطلاقًا، وأتوقع أن يتم صرف أسمدة القمح متأخرة أيضًا.
ويضيف: في أحيان كثيرة لا يعطي مالك الأرض الأسمدة التي تصرفها له الجمعية للمستأجر، ويبيعها في السوق السوداء بسعر 1000 جنيه للعبوة، كما أن العديد من الملاك يؤجرون أرضهم لزراعة الكتان والبصل لارتفاع سعر إيجارها، ويبيعون الأسمدة التي تصرفها الجمعية لهم في السوق السوداء، وتسبب توجه ملاك الأرض لتأجيرها لزراعة الكتان والبصل إلى ارتفاع سعر إيجار الأرض الأمر الذي سبب عبئًا إضافيًا للمزارعين.
وقال علي مصطفى، مزارع، إن شيكارة الكيماوي سعرها بالجمعية الزراعية 280 جنيها، ووصل سعرها بالسوق السوداء ل1300 جنيه للعبوة، وأن عدد الشكائر التي يتم صرفها للمزارع تختلف باختلاف المحصول، وأنه لا يعلم حتى الآن الكمية التي سيتم صرفها لهم في فترة الشتاء.
ويتابع: كمية الأسمدة التي تم صرفها لنا في فصل الصيف لم تكفي، حيث لم تتوفر الأسمدة بالجمعيات، إذ تسلمت الجمعيات نصف حصتها، وتم صرف كميات بسيطة بسبب ذلك، ومشكلة عدم توفر الأسمدة مستمرة منذ عام.
ويضيف بالقول: قد يتسلم صاحب الأرض حصته من الأسمدة من الجمعيات الزراعية، ولا يعطيها للمستأجر، ويبيعها في السوق السوداء، أو قد يبيعها له بسعر أعلى.
وأوضح مسؤول بإحدى الجمعيات الزراعية بمحافظة كفر الشيخ وعدد شكائر الكيماوي التي يتم صرفها للمزارعين هي عدد 2 شيكارة لفدان الأرز، و4 لفدان الذرة، و3 لفدان القمح، وهي كمية غير كافية، ما يضطر المزارع إلى شراء أسمدة إضافية من السوق السوداء والذي يصل فيه سعر شيكارة الكيماوي ل1250 جنيها.
وتابع المصدر المسؤول لـ 'أهل مصر': النظام الجديد الذي يلزم الفلاح بالحصول على عدد معين من شكائر الكيماوي تم تطبيقه منذ عامين، وهو غير مريح للفلاح؛ لأن الكميات التي يتم صرفها غير كافية، كما أن الأسمدة غير متوفرة بالجمعيات الزراعية ما يسبب غضب المزارعين.
ويكمل: مشكلة عدم توفر الأسمدة بالجمعيات موجودة منذ عام، والأسمدة تمثل أزمة أساسية بالنسبة للفلاح حاليًا، ودائمًا ما نناشد مديرية الزراعة بتوفير الأسمدة ولكن الاستجابة ليست بالشكل الأمثل، وأرى أن حل هذه المشكلة يكمن في أن يكون سعر الأسمدة موحدًا سواء بالجمعيات الزراعية أو خارجها.