بنبرة حزينة وصوت يملؤه الشجن يختلط بنوع من الفخر بذاك الأب الذي أفنى حياته فى طاعة الله والعمل على تعليم قيمه للطلاب، حكى النجل عن وفاة والده ومن أبلغه الخبر .
مصطفى عصام عبد الحميد، طالب بالصف الثالث الثانوي الشعبة العلمية، نجل المدرس المتوفى أثناء صلاة الظهر وهو ساجد، قال: بعد صلاة الظهر جاءنا أحد زملاء والدى فى المدرسة وأبلغنا خبر وفاة أبى وسرد ما حدث له عندما حان موعد صلاة الظهر استأذن للذهاب إلى مسجد السائح والذى اعتاد على الصلاة به، وقام بأداء الصلاة حتى الركعة الرابعة فسجد ولم يتحرك منها مرة آخرى، أتم الجميع الفرض وحاول معرفة ما حدث له فوجدوه فارق الحياة فى احب الأوضاع إلى الله وإليه، فقد ظل طوال سنوات عمله بالمدرسة يجمع الطلاب ويعلمهم ويؤمهم فى الصلاة .
وتابع مصطفى: رأيت والدى لآخر مرة فى الحياة مساء يوم الجمعة كنت عائد من الدرس والقيت عليه السلام وقد سألني إن كان ينقصنى شىء واطمئن على حالى وذهب إلى النوم، وفى اليوم التالى تلقيت خبر وفاته وقدر لى أن أقف على غسله، وأنه لأصعب الأمور والمشاهد على قلبى.
واستطرد: ترك أبى لى حرية الاختيار فى التعليم أدرس وأتخصص فيما أشاء، وكم تمنى أن أصبح طبيبا وأجاهد من أجل تحقيق ذلك.