تختلف عادات المصريين بصفة عامة من محافظة لآخرى فى الأكلات المفضلة على موائد الإفطار فى أول أيام شهر رمضان المبارك، والصعايدة بصفة خاصة، حيث يحرص أهالي محافظة الأقصر، على عمل وتجهيز طبق كبير لفتة الـ 'فطير أب سخينة' بجانب البط المسكوفي أو البلدي أو الحوم، فى أول أيام رمضان كعادة وراثية أساسية يجب وضعها على مائدة الإفطار داخل كل منزل من منازل أهالي الأقصر.
فطير بسخينة وبط
وتقول ' أمل محمد ' إحدى سيدات قرية الحميدات شرق التابعة لمركز ومدينة إسنا جنوب محافظة الأقصر، أن 'الفطير أب سخينة' وجبة أساسية عندهم حيث أنهن يقومن بصنع الفطير منذ منتصف شعبان وتخزينه بمنازلهم من أجل عمل فتات مختلفة منه خلال شهر رمضان المبارك وخاصة اليوم الأول، لما لهذه الأكلة من أهمية كبرى فى حياتهم، حيث أنهم تناقلوها عن أجدادهم منذ قديم الأزل وتوارثوها منهم لخفتها على المعدة ولما لها من فوائد صحية عديدة، وطعم لذيذ يميزها عن غيرها من باقي الأطعمة.
وأوضحت ' زينب محمود ' إحدى سيدات محافظة الأقصر، أن أزواجهن يكلفوهن بعمل أكلة الفطير أب سخينة خاصة، فى أول أيام رمضان، لافتة إلى أن مائدة رمضان داخل منزلهم فى هذا اليوم بتجمع عدة أصناف، اللحوم أو البط المسكوفي أو الإوز، والأرز والسلطة، والبامية أو الملخوية، والعيش الشمسي والمخلل، والفاصوليا، وشربة لحمة، وفتة سخينة، وزلابية وغيرها، من الأكلات الصعيدية والمصرية المميزة التي تتفنن فيها كل سيدة داخل منزلها.
ولفتت سيدات الأقصر إلى أن فتة 'الفطير أب سخينة' عبارة عن فطير يتم عمله قبل شهر رمضان بـ 15 يوم أو اسبوع أو اقل، حيث تقوم ربة المنزل بتجهيز كمية من دقيق القمح، ثم إناء متوسط ' حلة' ثم وضع كمية من الماء والملح حسب الرغبة وتحريكها حتى الذوبان، ثم وضع كمية دقيق مقدار 2 كيلة أو قدح، أو مد دقيق حسب احتياج أهالي المنزل طوال شهر رمضان، ثم تقوم ربة المنزل أو إحدى بناتها بعجينه جيدا لمدة قد تصل إلى نصف ساعة، ثم بعد ذلك يتم تقطيعه إلى كرات دائرية مثل حجم البرتقال.
وتقوم كل فتاة أو سيدة منهن بتجهيز «طبليتها ونشابتها» وتجلس أمامها واضعة فوق الطبلية قطعة العجينة التي تم تقطيعها ورشة دقيق فوقها وتحتها، ثم تبدأ فى نشبها حتى تصير دائرة كبيرة تغطي جميع أنحاء الطبلية، ثم تقوم بلفها على النشابة ' أداء خشبيه متوسطة الطول' وتسلمها للفتاة أو السيدة التي تجلس أمام الفرن، ثم تضعها الأخرى داخل الفرن وتنتظرها حتى تستوي ثم بعد ذلك تخرجها ناشفة، وتضعها على طبق كبير، أو عمرة، وسط أجواء من البهجة والسرور خلال التجهيز لاستقبال شهر رمضان.
واشارت إحدى السيدات أنه بعد تجهيز كميات كبيرة من الفطير ووضعها داخل الاطباق، وغيرها يتم تخزينه داخل عدد من أجولة الدقيق الفارغة، ثم ربط الجوال ووضعه فى مكان آمن، لافتة إلى أنه اعتاد الأهالي أول يوم فى رمضان على عمل وتجهيز طبق كبير لفتة الـ 'فطير أب سخينة' على مائدة الإفطار، بجانب البط المسكوفي التي تحرص ربات المنازل على شراءه قبل رمضان بشهرين ثم تربيته فى بيوتهن استعدادا لتجهيز واحدة منه أول أيام الشهر المبارك،وضعها على مائدة الإفطار داخل كل منزل من منازل أهالي الأقصر كعادة تراثية أساسية يجب تنفيذها أول يوم.
ولفتت إلى أن 'السخينة' يتم عملها من البصل والزيت والطماطم والملح وشوربة اللحمة، حيث تقوم المرأة أو الفتاه بتقطيع البصل إلى قطع صغيرة عقب غسله جيدا، ويتم وضعه داخل حلة كبيرة بيها زيت ويتم تقليبهما جيدا، حتى تحمر ثم وضع طماطم المخلوطة بالخلاط عليها، مع وضع قطرات من الملح، ثم طهيها جيدا حتى تستوى، عقب استوائها يتم وضع السليقة عليها - شوربة اللحمة- ثم وضع قالب مرقة دجاج عليها، موضحة أنه يتم بعد ذلك سكب السخينة على طبق الفطير الذي تم فته وتقطيعه بطبق كبير، ووضعه على مائدة الإفطار فى أجواء تسودها المحبة والمودة وسط الإحتفال بقدوم الشهر المبارك