ads

حشائش غريبة على سطح مياه ترعة الإسماعيلية تهدد الزراعات.. والمواطنون يشكون من رائحة كريهة

ورد النيل يكسو ترعة الإسماعيلية
ورد النيل يكسو ترعة الإسماعيلية

في ظاهرة أثارت جدلًا واسعًا على ترعة الإسماعيلية، انتشر نبات ورد النيل، أو ما يُطلق عليه "الفقاقيع"، وهو نوع من النباتات التي تتبع الفصيلة البونتديرية من رتبة الوعلانيات. يعد هذا النبات موسميًا، حيث ينمو ويطفو فوق المياه العذبة، وموطنه الأصلي المناطق الاستوائية بأمريكا الجنوبية. وقد أُدخل إلى مصر في عصر محمد علي، عن طريق أحد الباحثين الزراعيين الإنجليز ذوي الأصول الألمانية. ورغم منظره الجمالي، إلا أنه يمثل مشكلة كبيرة في دول حوض النيل، نظرًا لاستهلاكه كميات هائلة من المياه الصالحة للزراعة، مما يؤثر على منسوب المياه في الترع، ومنها ترعة الإسماعيلية.

ويقول أمير القصاص، أحد المواطنين، إن ورد النيل يعوق حركة الملاحة في الترع والمصارف، كما يستهلك الأكسجين الذائب في المياه، مما يهدد حياة الأسماك والكائنات المائية. بالإضافة إلى ذلك، فهو يأوي العديد من القواقع، مثل قواقع البلهارسيا، إلى جانب الزواحف والثعابين، كما يصبح مأوى للحيوانات النافقة، مما يؤدي إلى انبعاث روائح كريهة تهدد صحة السكان.

ورصدت "أهل مصر" المشكلات التي يعاني منها المواطنون بسبب هذه الأزمة، في محاولة للبحث عن حلول للحفاظ على مياه النيل من تلك الأعشاب الضارة. يُطلق البعض على ورد النيل لقب "الكابوس"، إذ ينمو بسرعة كبيرة على سطح مياه ترعة الإسماعيلية، ويهدد المحاصيل الزراعية بالجفاف بسبب استهلاكه الشديد للمياه.

في البداية، يقول عبدالله حسونة، أحد المتضررين، إنهم يعانون بشدة من انتشار هذه النباتات الضارة، التي تؤثر على مستقبل المياه والبيئة في الإسماعيلية. وأوضح أن عمليات تطهير الترعة تؤدي إلى إلقاء كميات كبيرة من النباتات أمام منازلهم، مما يتسبب في انتشار روائح كريهة وأمراض مزمنة، إلى جانب انتشار الحشرات الطائرة والزاحفة، مما يهدد صحة السكان، خاصة الأطفال، ويدفع بعض الأهالي لمحاولة ترك منازلهم خوفًا على أبنائهم.

من جانبه، يضيف صقر محمد عبدالله حسونة أن المشكلة تفاقمت مع إلقاء الحشائش والمخلفات في الترعة، مما يؤدي إلى تراكم الفضلات، مثل جثث المواشي والدواجن، وسط نبات ورد النيل، الذي يفاقم المشكلة ويزيد من انتشار الأمراض وضيق التنفس. وأشار إلى أنهم تقدموا بشكاوى عديدة إلى مسؤولي الري، مطالبين بنقل هذه المخلفات بعيدًا عن منازلهم، إلا أن الاستجابة كانت غائبة. كما أكد أن إلقاء المخلفات على حافة الطريق الرئيسي يعوق حركة المرور، مما يضطر السائقين إلى الانحراف نحو المنازل لتفادي المخلفات، وهو ما يعرض حياة الأطفال للخطر.

أما محمد رحيل، فأوضح أنه رغم الحديث عن إمكانية الاستفادة من ورد النيل في صناعة الأعلاف، إلا أن هذه الفكرة تواجه العديد من التحفظات، حيث إن النبات يستهلك حوالي 4 لترات من الماء يوميًا، وينتشر بكثافة في الترع والمجاري والمصارف والخلجان. وأشار إلى أن معظم الأبحاث تؤكد ضرورة التخلص من ورد النيل، لأن الصناعات القائمة عليه لا تعوض عن الأضرار التي يسببها، والتي تشمل تقليل حصة المياه بشكل كبير.

من جانبه، أكد الدكتور أحمد إبراهيم، أستاذ الموارد المائية والجيولوجيا بجامعة قناة السويس، في تصريح لجريدة "أهل مصر"، أن نبات ورد النيل، الذي ينتشر في دول حوض النيل، يؤدي إلى استهلاك جزء من مياه النيل، كما يعوق حركة الملاحة والري ويسد المجاري المائية كالترع والمصارف. وأوضح أن محمد علي أدخل هذا النبات إلى مصر بهدف تزيين نافورة القصر، دون أن يدرك أحد مدى انتشاره وتكاثره بهذه الصورة الكبيرة، والتي تسببت في استنزاف كميات ضخمة من مياه النيل. وأضاف أن فيضان النيل كان يطهر النهر تلقائيًا قبل بناء السد العالي، حيث كانت مياه الفيضان تجرف الأعشاب، بما فيها ورد النيل، إلى البحر المتوسط، حيث تموت في المياه المالحة.

في السياق ذاته، أوضحت الدكتورة علياء الروبي، وكيلة وزارة الري بالإسماعيلية، أن الوزارة تسعى بالتعاون مع إحدى الجامعات المصرية إلى دراسة إمكانية تحويل نبات ورد النيل إلى سماد زراعي (كمبوست)، بهدف تحقيق عائد اقتصادي من هذه النباتات، مما يسهل عملية التخلص منها ويخفف من العبء المالي على الدولة. وأشارت إلى أن الوزارة تدرس أيضًا توفير موقع بديل لنقل المخلفات بعيدًا عن المناطق السكنية المتضررة من الروائح الكريهة.

بهذا، يظل ملف ورد النيل مشكلة بيئية واقتصادية تتطلب حلولًا جذرية، حفاظًا على موارد المياه وحماية لصحة المواطنين.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
اللهب وصل السماء.. تفاصيل حريق هائل داخل مخزن مستلزمات طبية بجوار مكتب بريد رمسيس