في غرفة بسيطة، كان يجلس "خفير" أحد المباني الحديثة الإنشاء بمنطقة أرض الجمعيات في الإسماعيلية لحراسة المبنى، وأثناء قيامه بتوسيع الغرفة في الطابق الأرضي، وأثناء الحفر حول منطقة خرسانية، ظهرت له أجزاء من عظام بشرية، فقرر على الفور إبلاغ الشرطة.
استمر الحفر لساعات طويلة، تمكنت خلالها الشرطة، بالتعاون مع قوات الدفاع المدني، من استخراج الجثمان بالكامل، وبدأت محاولات التوصل إلى هوية صاحبه.
على الفور، شكّل اللواء أحمد عليان، مدير المباحث الجنائية، فريق بحث تحت إشراف العميد مصطفى عرفة، رئيس مباحث المديرية، والمقدم محمد هشام، مفتش مباحث قسم ثالث، والرائد أحمد بيومي، رئيس مباحث القسم، لكشف ملابسات الواقعة وسرعة تحديد هوية الجثمان.
وبعد أربعة أشهر من العمل المتواصل، توصل ضباط المباحث الجنائية، بالتعاون مع مصلحة الأمن العام، إلى هوية الجثمان، وذلك عقب فحص جميع بلاغات التغيب، ومراجعة كاميرات المراقبة المحيطة بالمنطقة، وإجراء الفحوصات اللازمة عبر الطب الشرعي، والتي كشفت أن الجثمان يعود لسيدة في العشرينيات من العمر.
وتوصلت التحريات التي أجراها النقباء عبد الله صبحي، وعمر السعيد، وزياد عفيفي، وأحمد جمال، معاونون بمباحث قسم ثالث الإسماعيلية، إلى أن زوج المجني عليها هو المتهم بارتكاب الواقعة، بعد ظهوره معها في المنطقة قبل وقوع الجريمة، وأنه تخلص منها بدفنها في الخرسانة وبنى حائطًا على مكان الدفن لإخفاء معالم الجريمة.
ونجح فريق البحث الجنائي في تحديد أماكن تردد المتهم بإحدى المحافظات القريبة من القاهرة، والتي فرّ إليها عقب ارتكابه الجريمة، وتمكنت مأمورية أمنية موسعة من إلقاء القبض عليه. وبمواجهته بتحريات المباحث، أقر بارتكاب الواقعة نتيجة خلافات زوجية بينه وبين المجني عليها.