لم يكن زياد، ابن الخامسة عشرة، يتخيل أن لعبته المفضلة ستقوده إلى كابوس لن ينساه، دخل إلى صالة البلياردو القريبة من منزله في منطقة المهاجرين، بحثًا عن بعض المتعة بعد يوم دراسي طويل، لكنه لم يخرج منها كما دخل.
داخل الجدران الصامتة، كان ينتظره شخص يُعرف في المنطقة بلقب "صدام"، وله سجل جنائي معروف، استغل ثقة الأطفال وغياب الرقابة، ليرتكب جرائم اعتداء موثقة عبر هاتفه المحمول، يُقال إنه كان يستخدمها لاحقًا لابتزاز ضحاياه.
القصة بدأت تخرج للنور حين قررت أسرة زياد التقدم ببلاغ رسمي إلى قسم شرطة كفر الدوار، تتهم فيه "صدام" بالاعتداء على نجلهم وتصوير الواقعة، لم يكن هذا البلاغ الأول من نوعه، لكنه كان شرارة فتحت أبوابًا موصدة.
تحركت أجهزة الأمن فورًا، وبقيادة اللواء أحمد السكران، تمكنت مباحث البحيرة من ضبط المتهم، الذي أقر خلال التحقيقات بالواقعة، لكن المفاجأة لم تكن في الاعتراف، بل فيما تم العثور عليه داخل هاتفه: مقطع مصور لطفل آخر، يشير إلى أن زياد لم يكن الضحية الوحيدة.
ومع انتشار الخبر بين سكان المنطقة، بدأت بلاغات أخرى تتوالى من أولياء أمور، يقولون إن أبناءهم تعرضوا للاستدراج والتصوير والابتزاز بالطريقة ذاتها، صالة البلياردو التي كانت مكانًا للترفيه، تحولت إلى رمز للإهمال والسكوت.
النيابة العامة تولت التحقيقات، وأمرت بحبس المتهم على ذمة القضية، في انتظار نتائج الفحص الفني للهاتف، وتحديد باقي الضحايا المحتملين.