ads

"نجاة" حكاية لم تكتمل في قرية بغداد بالبحيرة.. تخلصت من حياتها لأسباب غامضة

حادث البحيرة
حادث البحيرة

في قرية بغداد، التابعة لمركز بدر بمحافظة البحيرة، لم يكن صباح الأمس كباقي الأيام. هدوء الريف المعتاد انكسر بصوت الهمس الثقيل الذي سرى بين البيوت: "نجاة ماتت... شنقت نفسها". الخبر انتشر كالنار في الهشيم، لكن التفاصيل بقيت غامضة، والقلوب مثقلة بالدهشة والوجع.

نجاة.م.إ، فتاة في عمر الزهور، لم تكمل عامها الحادي والعشرين. وُجدت جثتها معلّقة داخل منزلها، في مشهد صادم لأهل القرية الذين لم يستوعبوا كيف يمكن لابتسامة هادئة أن تخفي خلفها هذا الكم من الألم.

بناءً على بلاغ تلقاه اللواء محمود هويدي، مدير أمن البحيرة، من مأمور مركز شرطة بدر، انتقل فريق من ضباط المباحث إلى موقع الحادث، حيث جرى فحص الجثة التي تبين أنها تعود لربة منزل في مقتبل العمر، عُثر عليها مشنوقة في منزلها، دون وجود دلائل واضحة على وجود عنف جنائي أو شبهة جنائية حتى الآن.

نُقلت الجثة إلى ثلاجة حفظ الموتى بمستشفى بدر المركزي، في انتظار ما ستسفر عنه تحقيقات النيابة العامة، التي تباشر الآن أعمالها لكشف ملابسات الوفاة، وهل هي انتحار بالفعل، أم أن خلف الستار ما يستحق أن يُروى؟

في القرية، لم يكن هناك من يملك إجابة. الجميع يتحدث عن "نجاة" كفتاة طيبة، خجولة، لا تكثر من الكلام، ولا تتسبب في أذى لأحد. البعض يقول إنها كانت تعاني من ضغوط نفسية، وآخرون يؤكدون أن "حياتها كانت طبيعية"، ليبقى السؤال الحائر: ما الذي يدفع شابة في هذا العمر لإنهاء حياتها بهذه الطريقة؟

وراء الجدران المغلقة، قد تكون هناك قصة لم تُحكَ، وضيق لم يُفهم، ونظرة استغاثة لم تُلتقط.

رحلت "نجاة"، لكن صوتها الصامت يصرخ في وجه مجتمعنا أن يعيد النظر في تفاصيله الصغيرة، في أحاديثنا العابرة، وفي أعين أولئك الذين يبتسمون كثيرًا.. ربما فقط ليخفوا انكسارًا لا يُقال.

تم تحرير محضر بالواقعة، وتولت النيابة العامة التحقيق في ملابسات الحادث، بينما بقيت قرية بغداد تفتش في ذاكرتها عن لحظة كان يمكن فيها إنقاذ نجاة، لو أن أحدًا فقط سألها: "مالك؟"

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً