أعلنت أسرة السائق خالد محمد شوقي عبد العال وفاته داخل مستشفى أهل مصر للحروق، متأثرًا بإصاباته البالغة التي لحقت به أثناء أدائه لواحدة من أعظم صور التضحية والشجاعة.
كان البطل السائق خالد بين خيارين: النجاة بنفسه أو المجازفة بحياته لإنقاذ الآخرين، فاختار طريق البطولة غير عابئ بألسنة اللهب ولا خطر الانفجار، وصمد حتى النهاية، قاوم الألم بشجاعة، لكن جسده لم يحتمل آثار الحروق، ورغم جهود الأطباء ظلت حالته حرجة حتى أسلم روحه، تاركًا خلفه قصة تروى، وبطولة تحتفى، واسمًا خالدًا في ذاكرة مدينة بأكملها.
في يوم 2 من الشهر الجاري عندما كانت تشير عقارب الساعة نحو الثانية عشر ظهر الاثنين الماضي، في المجاورة 70 بمدينة العاشر من رمضان، سيارة وقود اشتعلت بها النيران فجأة بالقرب من محطة بنزين، وسط منطقة سكنية ثوانٍ معدودة كانت كفيلة بأن تتحول المنطقة إلى كتلة من اللهب، والأرواح إلى أرقام في خبر عاجل.
السائق خالد عبد العال، الذي كان يقود السيارة، لم يفكر في نفسه، لم يهرب كما كان سيفعل أي إنسان عادي أمام مشهد النيران المتصاعدة، اتخذ قرارا ليس سهلا، في ثوان تحرك على الفور وقاد السيارة المشتعلة بعيدًا عن محطة الوقود مجازفًا بحياته ليتجنب انفجارًا كارثيًا كاد أن يحصد أرواح العشرات من المواطنين.
وكان يستعد السائق لتجهيز فرح نجله يوم 19 الجارى ومن المقرر أن يتم فى مدينة بنى عبيد مسٌط رأسة بمحافظة الدقهلية