في قرية "بغداد" التابعة لمركز بدر بمحافظة البحيرة، لم يتوقع أحد أن تنقلب الحياة في لحظة إلى مأساة دامية. هناك، لفظت فتاة شابة لم تتجاوز الحادية والعشرين من عمرها أنفاسها الأخيرة، ضحية ليدٍ كان من المفترض أن تحنو وتحتضن، لا أن تخنق.
ليلة حزينة في بيت الزوجية
كانت "ن" - وهي ربة منزل حديثة الزواج - تحلم كبقية فتيات قريتها بحياة أسرية مستقرة. لكن خلافات زوجية متكررة كانت تشتعل داخل جدران المنزل الصغير، بعيدًا عن أعين الناس، وفي ليلة مأساوية، تصاعدت تلك الخلافات، ليفقد الزوج أعصابه ويقوم بخنقها، حتى سكنت حركتها تمامًا.
بلاغ وتحقيقات موسعة
مع ساعات الفجر الأولى، تلقت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن البحيرة إخطارًا من مأمور مركز شرطة بدر يفيد بالعثور على جثة ربة منزل داخل منزلها، وقد بدت عليها آثار خنق حول الرقبة. أمر اللواء محمود عبد التواب هويدي، مساعد وزير الداخلية ومدير أمن البحيرة، بسرعة التحرك، وتم تشكيل فريق بحث جنائي بقيادة العميد محمد النحراوي، والمقدمين أحمد حمدي وكريم الخولي، لكشف ملابسات الحادث.
الزوج هو القاتل.. وتحقيقات مستمرة
لم يطل الوقت حتى تكشفت الحقيقة المؤلمة. تحريات فريق البحث الجنائي أكدت أن الزوج هو الجاني، وأن الخلافات الزوجية كانت السبب وراء الجريمة. تم القبض عليه على الفور، وجارٍ عرضه على النيابة العامة.
نيابة دمنهور تتولى التحقيق
انتقل وكيل النائب العام، المستشار مارك فادي، إلى مكان الواقعة لمناظرة الجثمان، وأمر بتشريحه لمعرفة السبب الدقيق للوفاة، والتصريح بالدفن لاحقًا، كما كلّف إدارة البحث الجنائي بمواصلة التحريات حول الواقعة وظروفها.
حلم انتهى قبل الأوان
رحلت "ن" تاركة وراءها علامات استفهام كثيرة، وقلوبًا مكسورة في قريتها الصغيرة. هي ليست مجرد رقم جديد في سجل الجرائم، بل كانت إنسانة لها أحلام وأمل، طُفئت شمعتها في لحظة غضب، فاختُزلت حياتها في سطر من الحزن والأسى.