ads

طريق الموت لا يرحم.. مأساة 3 عمال وسقوط 15 مصابًا في حادث مروع بطريق القاهرة - الإسكندرية الصحراوي في البحيرة

حادث البحيرة
حادث البحيرة

لم يكن صباح اليوم الثلاثاء عاديًا على طريق القاهرة – الإسكندرية الصحراوي، وتحديدًا بالكيلو 102 في نطاق محافظة البحيرة، حيث تبددت أحلام عشرات العمال البسطاء في لحظة مأساوية، بعدما اصطدمت سيارة "جامبو" بأخرى نقل محملة بالعمالة الزراعية، وهم في طريقهم لأداء عملهم اليومي في المزارع، فراح 3 منهم ضحية للحادث، وسقط 15 آخرون مصابين بكسور وجروح متفرقة بأنحاء الجسد، لتتحول رحلة البحث عن لقمة العيش إلى فاجعة دامية.

في دقائق معدودة تبدلت الضحكات إلى صرخات ألم، وتحولت السيارة التي أقلتهم – كما في كل يوم – إلى فخ قاتل بلا أبواب أمان أو مقاعد آدمية، سيارة نقل مخصصة للبضائع، حُشروا فيها حشرًا كأنهم "حمولة زائدة" بلا قيمة، في صورة تتكرر يوميًا على الطرق السريعة، كأن نقل هؤلاء البسطاء لا يستحق وسيلة آمنة تحفظ أرواحهم.

مع اصطدام الشاحنة "الجامبو" بسيارة نقل العمال، تناثرت الأجساد فوق الأسفلت، وغطت الدماء الطريق في مشهد مأساوي أبكى العيون، بينما تناثرت بقايا طعامهم ومتعلقاتهم البسيطة من أكياس الخبز وزجاجات المياه وسط الحطام، لتروي قصة عمال خرجوا في الفجر بحثًا عن لقمة العيش فعادوا جثثًا هامدة.

بلاغ عاجل واستنفار أمني واسع

تلقى مدير أمن البحيرة بلاغًا بوقوع حادث تصادم بطريق (القاهرة – الإسكندرية) الصحراوي بالكيلو 102، وعلى الفور انتقلت الأجهزة الأمنية لمكان الحادث وتبين من الفحص الأولي أن التصادم وقع بين سيارة نقل تقل عمالة زراعية، وأخرى من نوع "جامبو"، ما أسفر عن مصرع 3 عمال وإصابة 15 آخرين بإصابات متنوعة ما بين كسور وجروح ورضوض.

دفعت هيئة الإسعاف بتسع سيارات لنقل المصابين إلى مستشفى وادي النطرون التخصصي، حيث يرقد البعض منهم في حالات حرجة، بينما أُودعت جثامين الضحايا بثلاجة المستشفى تحت تصرف النيابة العامة.

حوادث مكررة.. والمأساة لا تتوقف

ليست هذه الحادثة الأولى من نوعها على الطريق الصحراوي، ولن تكون الأخيرة طالما استمر نقل العمال بهذه الطريقة غير الآدمية التي تفتقر إلى أدنى معايير الأمان، حيث يتم حشر عشرات الأرواح فوق سيارة نقل مخصصة للبضائع بلا مقاعد أو أحزمة أمان، بلا حماية من صدمات الطريق أو مفاجآته، ليصبح الموت مصيرًا محتملًا في كل رحلة عمل.

ورغم مناشدات الأهالي والمسؤولين، بضرورة تنظيم وسائل نقل العمال، وتوفير سيارات مخصصة مجهزة لنقلهم بأمان، إلا أن الاستهتار بأرواحهم ما زال هو العنوان الأبرز، لتظل هذه الفئة من البسطاء ضحية الإهمال، تدفع الثمن في كل مرة، على طرق لا ترحم، وسائقين لا يعبئون سوى بسرعة الوصول ولو على حساب الأرواح.

في الوقت الذي تتوالى فيه دموع الأسر المكلومة في القرى، وقلوبهم ترتجف انتظارًا لأي خبر عن أحبائهم، تواصل النيابة العامة تحقيقاتها لكشف ملابسات الحادث، وسط أسى عام يعم القرى التي ينتمي إليها الضحايا، حيث لم يعد أحد من البسطاء يشعر بالأمان خلال ذهابه لعمله اليومي في الحقول والمزارع.

ويظل السؤال قائمًا في عيون الجميع: لماذا لا تتغير معاملة هؤلاء البسطاء؟ ولماذا يُتركون لمصيرهم على الطرق، بلا أمان، بلا حماية، كأن أرواحهم لا تستحق أدنى درجات الاحترام والاهتمام؟

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
السفارة الصينية في إيران تحث رعاياها على مغادرة البلاد في أسرع وقت ممكن