لا يملك محلًا ولا شهادة عليا، ولكنه يملك ما هو أثمن؛ عزة النفس والإرادة، والتحدي الذي يجعله يقطع مئات الكيلومترات سنويا من قريته في أسيوط إلى إسنا جنوب الأقصر، فقط ليعمل بيديه ويكسب من عرق جبينه، حيث حينما تنظر على جانب الطريق في شارع أحمد عرابي بمركز إسنا، تجد شاب عشريني يقف ويتجول بعربته فى الشوارع تحت لهيب حرارة الشمس التي تتعدى الـ 44 درجة مئوية يوميا فى فصل الصيف بالأقصر، ليرص ثمار التين الشوكي بعناية على عربة خشبية، يجهز آلته الحادة' سكين' ويحضّر كميات المياه المثلجة، ليبدأ يومه بكل جدية وهدوء.
الشاب
وحينما أجرت ' أهل مصر' حوارا خاصاً مع الشاب المكافح' فارس محمد الاسيوطي' عبر صفحتها الرسمية على فيس بوك، أوضح أنه يتغرب عن بلدته بأسيوط منذ انتهاء دراسته، وحتى الآن، من أجل لقمة العيش، لافتا إلى أنه يأتي كل عام إلى الأقصر ويتجول بشوارعها حتى يصل إلى اسنا، في موسم التين الشوكي، ليبيع الثمرة التي لا تكتمل صيفية الصعيد بدونها.
يقول أحمد وهو يقشر واحدة من الثمار الذهبية برشاقة وخبرة:' الشغل مش عيب، لازم الإنسان يتعب ما ينفعش يفضل مستني الوظيفة الحكومية الشغل الحر هو اللي بيكسبنا وبيخلينا واقفين على رجلينا، والتين الشوكي ده موسم، واحنا بننتظره من السنة للسنة صحيح السنة دي الأسعار زادت علينا بس بنبيع بسعر مخفض للناس الواحدة بخمسة جنيه والتلاتة بعشرة علشان نكسب ونكسب رضا الزباين كمان.
ولفت الشاب المكافح إلى أنه يبدأ يومه فى العمل منذ العاشرة صباحا ويتجول بعربته فى الشوارع من أجل الكسب الحلال، حتى منتصف الليل يوميا، مشيرا إلى أنه يعود إلى مسكنه المتواضع فى نهاية اليوم، محملًا برضا النفس، وفخر الرجل الذي لم يمد يده لأحد.
وأكد فارس على أن التين الشوكي رغم ارتفاع سعره هذا العام إلا أنه لم يتخلى عن مبدأه في البيع بسعر يناسب الجميع، خاصة أن الزبائن في المناطق الشعبية تنتظر موسمه كفرصة للحصول على فاكهة منعشة ولذيذة وبأسعار بسيطة.
واختتم الشاب حديثه بتوجيه نصيحة للشباب العاطلين الذين يأخذون المصروف من أهاليهم حتى الآن، بحجة انتظارهم الوظائف الحكومية بقوله: انا على يقين داخلي إن اللي بيتعلم صنعة أو حرفة أو مهنة عمره ما هيمد إيده لحد، ولا هيبقى عالة على المجتمع، ولا هيبقى قاعد مستني الوظيفة تجيله، بالعكس، هيشتغل ويكسب ويعيش وهو رافع راسه.
الشاب
الشاب المكافح