أعلنت شركة Tea Dating Advice Inc، المطورة لتطبيق Tea المصمم لحماية النساء خلال المواعدة، عن تعرضه لاختراق إلكتروني أدى إلى تسريب آلاف الصور، من بينها صور سيلفي وبطاقات هوية لمستخدمات، تم نشرها على الإنترنت.
التطبيق، الذي يتيح للنساء تبادل التحذيرات والتجارب حول الرجال بشكل مجهول، شهد مؤخرًا ارتفاعًا هائلًا في عدد التنزيلات، حيث تصدّر قائمة التطبيقات في متجر Apple الأمريكي خلال الأسبوع الأخير، بعدما زادت عمليات تحميله بنسبة 525% بين 17 و23 يوليو، ووصل إلى أكثر من 4 ملايين مستخدم.
لكن يوم الجمعة، أكدت الشركة، ومقرها سان فرانسيسكو، في بيان أنها تتعاون مع خبراء في الأمن السيبراني لمعالجة الخلل وتأمين أنظمتها، مشيرة إلى أن البيانات المسربة شملت نحو 72 ألف صورة، بينها 13 ألف صورة تحقق "سيلفي أو بطاقات هوية" و59 ألف صورة عامة من منشورات ورسائل وتعليقات داخل التطبيق.
وأكدت الشركة أن الاختراق لم يشمل أرقام الهواتف أو البريد الإلكتروني، وأنه طال فقط المستخدمين الذين سجلوا قبل فبراير 2024، مضيفة: "في الوقت الحالي، لا توجد أدلة على تسريب بيانات إضافية، وخصوصية مستخدمي Tea هي أولويتنا القصوى".
وكان موقع 404 Media أول من كشف عن الحادث، مشيرًا إلى أن مستخدمين في منتدى 4Chan عثروا على قاعدة بيانات مكشوفة يمكن لأي شخص الوصول إليها.
تطبيق Tea تأسس عام 2022 على يد المهندس شون كوك، الذي استلهم فكرته من تجارب والدته الصعبة في المواعدة، منها تعرضها لـ"الاحتيال العاطفي" ومواعدة رجال لديهم سجلات جنائية دون علمها. ويهدف التطبيق إلى مساعدة النساء في التحقق من خلفيات الرجال الذين يواعدونهم، من خلال تقييمات شبيهة بمنصات مراجعة مثل Yelp.
ورغم هدفه المعلن في حماية النساء، تعرض Tea لانتقادات لاذعة. فقد وصفته كاتبة في صحيفة The Times البريطانية بأنه "منصة للتشهير بالرجال"، واعتبرته "عدالة انتقامية تعتمد فقط على ضمير مستخدمات مجهولات".
وقال المحامي آرون مينك، المتخصص في قضايا التشهير الإلكتروني، إن مكتبه في كليفلاند تلقى "مئات المكالمات" من رجال تعرضوا للتشهير على التطبيق، مؤكدًا أن من ينشر معلومات زائفة يمكن مقاضاته، رغم أن القانون الأمريكي يعفي التطبيقات من المسئولية عن محتوى المستخدمين منذ عام 1996.
وكانت امرأة قد كتبت في مراجعة على متجر Apple أنها اكتشفت أكثر من 20 إنذارًا ضد رجل كانت تواعده، من بينها اتهامات بالاعتداء والتسجيل بدون علم النساء، ما دفعها لإنهاء العلاقة فورًا.
يُذكر أن Tea دعا مستخدميه للاحتفاظ بحساباتهم وعدم تغيير كلمات المرور، مؤكدًا: "تم تأمين جميع البيانات"، إلا أن المحامين يرون أن هذه المنصات غالبًا ما تضع نفسها في مرمى الهجمات الإلكترونية بسبب طبيعة نشاطها المثير للجدل.