'زغاريد.. طبل.. ومزمار' هكذا استقبل أهالي قرية أبو طاحون التابعة لمركز أولاد صقر بمحافظة الشرقية، خبر براءة ابنهم محمد أحمد عبدالجليل، البالغ من العمر 22 عامًا ومن أصحاب الهمم (الصم والبكم)، بعد أكثر من عامين قضاها خلف القضبان بتهمة ثبت لاحقًا أنها ملفقة، في لحظات بدت وكأنها ولادة جديدة للشاب.
محمد كان قد اتُّهم قبل عامين ونصف بالاعتداء على 'ن و ال' زميلته داخل دورة مياة في مدرسة الصم والبكم بمحافظة الدقهلية، وهي فتاة مقيمة بمدينة دكرنس، وصدر ضده حكم بالسجن المشدد 15 عامًا، لكن والده لم يفقد الأمل، وظل يتنقل بين المحاكم والجهات المختصة حتى أثبت تقرير الطب الشرعي وتحليل الـDNA أن نجله بريء تمامًا من التهمة، وأنه ليست له أي صلة بالمولود أو بالواقعة.
وفي الثامن عشر من الشهر الجاري، أصدرت المحكمة حكمها ببراءة محمد وإخلاء سبيله، ليخرج إلى أحضان قريته محمولًا على الأعناق وسط زغاريد النساء وهتافات الرجال وموكب سيارات جاب شوارع المركز، في مشهد تحول إلى عرس جماعي للاحتفاء ببراءته.
والده، أحمد عبدالجليل، قال في أول تعليق بعد الحكم: 'منذ اللحظة الأولى لاتهام ابني لم أصدق، كنت واثقًا من نزاهته وأخلاقه المعروفة بين أبناء قريته، فهو شاب مؤمن يؤدي صلاته في وقتها، ما حدث كان بسبب شهادة زور كادت أن تدمر حياته، لكن عدل الله ظهر في النهاية'، مضيفًا: 'عندما سمعت خبر البراءة شعرت أنني أسعد إنسان على وجه الأرض، وأهالي قريتنا جميعًا كانوا على يقين ببراءته، حتى جاء تقرير الـDNA ليؤكد الحقيقة ويضع حدًا للظلم'.
ليتحول المشهد الذي بدأ بمأساة إلى ليلة فرح غمرت القرية بأصوات الطبل والمزمار، وليبقى شاهدًا على أن الظلم لا يدوم، وأن الحق مهما تأخر فإنه يعلو.
جانب من موكب زفاف الشاب