"العم جمال" مهندس تشكيل الصاج.. 66 عاما من الكفاح بين حواري قنا من أجل لقمة العيش

صور العم جمال

صور العم جمال

صور العم جمال

صور العم جمال

صور العم جمال

عشرات الكيلومترات يقطعها العم جمال محمود عبدالحميد يوميًا، بين شوارع القرى والمراكز بمحافظة قنا، حاملًا على كتفه علبة الصفيح المعبأة بأدواته البسيطة، ليواصل رحلته مع مهنة شريفة ورثها عن والده وأجداده منذ الطفولة.. صناعة ألواح الصاج، التي أصبحت بالنسبة له ليست مجرد عمل، بل حياة كاملة يسعى من خلالها لتربية أبنائه وتأمين لقمة العيش بكرامة.

يقول العم جمال، البالغ من العمر 66 عامًا، والمقيم بمنطقة الحصواية ببندر قنا، إنه بدأ العمل في صناعة ألواح الصاج وهو في العاشرة من عمره، وظلّ يمارسها حتى اليوم، موضحًا أن “الرضا بالقليل هو سر السعادة” رغم صعوبة الحياة وقسوتها.

يستيقظ العم جمال قبل طلوع الفجر، يتجه إلى الموقف حاملاً أدواته البسيطة؛ الشاكوش والزرادية والمقص و المطرقة، ويتنقل بين القرى والنجوع في مراكز الوقف و دشنا والمحروسة والدير الشرقي والغربي، باحثًا عن رزقه بين الناس، حيث يجلس أمام المنازل وينتظر زبائنه الذين يأتون إليه حاملين علب الصفيح القديمة ليعيد تشكيلها وصناعتها مقابل أجر بسيط.

ورغم تقدمه في العمر، إلا أن حبّه لمهنته يجعله غير قادر على المكوث في المنزل، فهي مصدر رزقه الوحيد الذي يعينه على تربية أبنائه الخمسة البنات، إضافة إلى تغطية متطلبات الحياة اليومية من إيجار المسكن وفواتير الكهرباء والمياه ومصاريف علاج زوجته.

ويؤكد العم جمال أنه تقدم أكثر من مرة للحصول على معاش “تكافل وكرامة”، لكن تم رفض طلبه دون توضيح السبب، رغم تقدمه في العمر وصعوبة عمله اليدوي الشاق، مشيرًا إلى أنه قدّم تظلمات عديدة دون جدوى.

ويطالب المسؤولين بالنظر إلى حالته ومساعدته في الحصول على معاش شهري بسيط يضمن له حياة كريمة، ويساعده على تعليم بناته وتجهيزهن للزواج، خاصة أن دخله اليومي لا يغطي سوى الاحتياجات الأساسية للأسرة.

وعن طبيعة عمله، يوضح أنه أكثر المواسم رواجًا بالنسبة له تكون قبل الأعياد بأيام قليلة، وفي فصل الصيف لكثرة الأفراح ومواسم تجهيز العرائس، حيث يزداد الطلب على الصواني التي تستخدم في إعداد المخبوزات.

واختتم العم جمال حديثه قائلاً: كل شيء يهون والحمد لله على نعمة الصحة، ماعرفتش غير الشغل ده طول عمري، و هفضل أترزق من عرق جبيني لآخر يوم في عمري.