'حبيبة'.. فتاة فيومية ورثت عن أجدادها فن صناعة الفخار، التي يعود تاريخ صناعتها إلى العصر الحجريّ الحديث، الذي ظهرت فيه العديد من الصناعات الفخّاريّة، واهتمّ الخزّافون في اليونان القديمة، ومنطقة بحر 'إيجة' بصناعة الفخّار ذي اللّون الأحمر (البوكل).
والقت كاميرا «أهل مصر»، بأصغر طفلة تعمل بالفخار 'حبيبة السيد'، في ورشة صغيرة بقرية النزلة، التابعة لمركز يوسف الصديق بمحافظة الفيوم.
ومن المنظر الذي يأسر جماله عينيك دون أن تتمالك نفسك، فتلمسها بيديك للتأكد من أنها حقيقة وليست خيال ( الفخار)، ليس طين للهو أبدعت الطفله ذات العشر أعوام، في تحويل الطين إلى مادة صلبة عن طريق وضعه في النار بالأفران (القمائن)، وعرفت الظفلة الصغيرة بكل براعة، كيف تشكله وتصنعه وتزججه.
تقول «حبيبة السيد»، 11عاما، إنها تعمل مع والدها منذ كانت في الصف الثاني الابتدائي، واستمرت معه حتى السنة الرابعة، ثم التحقت بالصف الخامس الابتدائي، لافتة أنها تعمل ساعتين في اليوم بجانب الذهاب إلى المدرسة، ويتضاعف عدد الساعات في فترة الإجازات.
وأضافت حبيبة أنها دائما عندها شعور بالسعادة، و أثناء دخولها ورشه تصنيع (البوكل) الفخار، موضحة أنها تقوم بتصميم الصلصال باستخدام عجلة الفخار، التي تعتمد على أداة تقوم بنسخ شكل النموذج المطلوب.
وتابعت حبيبة: 'أبدء العمل بالحصول على الصلصال المخصص وتنظيفه من الجزيئات غير المرغوب بها، وعجنه للحصول على مادة ذات قوام مناسب، ثم أقوم بتشكيل المجسم المراد باليد عن طريق الضغط على المادة الصلصالية للوصول للشكل المراد، أو استخدام الآلة الدورانية لهذه الغاية'.
ويواصل 'سيد' والد الطفلة حبيبة (صانع فخار)، أنهم احترفوا صناعة (البوكل)، أحد الأواني الفخارية التي تُستخدم في تخزين المياه، لقدرتها علي تبريد المياه لفترات طويلة.
وأوضح 'سيد'، أنه يقوم بوضع كمية مناسبة من الصلصال لحجم المجسم المراد صنعه على مركز آلة الدوران، لتشكيل ما يشبه الحدبة للبدء بعملية اللف والتركيز على أعلى الحدبة المتكونة باستخدام اليدين، لتكوين كمية صغيرة من الصلصال في الأعلى، وبدء تكوين معالم المجسم المراد، سواء كان كوبا أم وعاء، أم غيرهما من الأشكال.
وتابع والد الطفلة 'حبيبة': 'أقوم بتحريك اليد بطريقة تسمح بتمثيل الشكل المراد وصقله من كل الجوانب، وأستخدام أداة مخصصة لإزالة المجسم الناتج عن الآلة الدورانية عند الحصول على الشكل المطلوب، وأقوم بمعالجة القطعة بتنعيم سطحها الخارجي، عن طريق إزالة الزوائد من المجسم الناتج وصقله'.