تعد ابراج الحمام الجبلي الذي يعيش بمركز الوقف منذ اكثر من 100عام ، احد المعالم السياحية، والتراثية، بعد ان فضلها هذا النوع النادر من الطيور المهاجرة ، للاستقرار، بعد ان شيدها الأجداد وتوارثها الأبناء والأحفاد، حيث يتنافسون في جذب الحمام للعيش في ابراجهم، مستخدمين الطوب اللبن، لقدرته على تحمل درجات الحرارة، منتظرين موعد
الحصاد في فصل الصيف.
ابراج الحمام في قنا
يعتبر مركز الوقف بقنا، هو الأكثر شهرة في تربية الحمام الجبلي، وعند وصولك مركز الوقف والمرور بالشوارع الداخلية، تجد أبراج الحمام تعلوا المنازل المبنية بالطوب اللبن، ويسكن بداخل هذه الأبراج جميع أنواع الحمام المهاجرة ،والتي
تستقر بها للتعايش والتزاوج، ويرجع
ذلك إلى قرن من الزمان ويقتصر تواجده في الأماكن البعيدة عن المناطق السكنية وذلك بسبب طبيعة نوعية هذا الحمام في العيش بالقرب من الترع والجبال و الزراعات.
واستقطاب الحمام يأتي بوضع الكثير من الطعام حتي يستقر الحمام في تلك
الأبراج ويقبل العيش في هذه الأماكن
مستخدمين الطوب اللبن لقدرته على
تحمل درجات الحرارة منتظرين فصل الصيف وهو موعد الحصاد.
رحلة الحمام تنطلق مع بدء سطوع
الشمس، فيبدأ في التطاير للبحث عن
الطعام ويقطع مسافات طويلة للوصول إلى المزارع وتستمر رحلته حتى المساء.
يقول 'صلاح ابو شليطه' صاحب برج حمام، بأن هناك العشرات من الأبراج يسكنها الحمام الجبلي وذلك في مناطق متعددة بمركز الوقف وذلك على مدار عشرات السنوات.
ونوه صلاح' ان الاهالي يقومون ببناء أبراج الحمام أعلي اسطح منازلهم، يوفرون له المأكل والمشرب ، مشيرا إلي أن هناك من يقوم ببيعه للتجار وهناك من يعمل على رعاية الحمام كنوع من أنواع الهواية والعادات والتقاليد التراثية في النجوع والقري التابعة للمدينة.
واضاف 'شليطه'، تعتبر الأبراج التي امتلكناها هي المأوي الوحيد لبعض الحمام الجبلي، ويجب أن يكون الشخص حذر في التعامل معه وعدم دخول البرج، إلا في أثناء خروجهم للبحث عن الطعام، وذلك لجمع فضلات الحمام لاستخدامها في زراعة الأرض بديل السماد وتعطي
نتيجة في الأرض، وعلي الرغم أنه يمتاز بالذكاء والسرعة في التحليق إلا أنه يواجه دائما الخطر الدائم عن طريق الصيادين والمزارعين وهم ينصبون' الفخ' لاصطياد تلك الحمائم، والتي يجد أبناء قنا عده استخدامات لها.
أفاد 'عبداللاه' أحد أبناء مركز الوقف ، أن بعض الأهالي يقومون بتربية الحمام ليس لغرض البيع وانه له استخدامات كثيرة كإبطال السحر ،لأنه فيه شفاء كما أن بعض السيدات تستخدمه بذبح الفراخ الصغيرة على رأس الطفل الذي تأخر في النطق وهي عادات موروثة لا أكثر، وأغلب السيدات ' بتتبارك به' لأنه يساعد
في التخلص من الأمراض حسب قوله .
و يكشف علاء يس ، موظف، ان ابراج الحمام كانت وجهة لمجاميع من السياح حتى الوقت القريب، لآنها تتميز بالعراقة، منوهاً على ما حدث من قتل جماعي لها، وطالب المسؤولين بالاهتمام وملابسات تلك الواقعة، مذكراً إن ابراج الحمام كانت ولازالت احد معالم المركز وصورتها يعتبرها الاهالي هوية بصرية .
