في انفراد جديد لـ«أهل مصر»، نبدأ نشر حلقات من نصوص التحقيقات في واحدة من أبشع الجرائم التي هزّت محافظة الإسماعيلية خلال الأشهر الماضية، والمعروفة إعلاميًا بـ«جريمة المنشار»، والتي انتهت بمقتل طفل وتقطيع جثمانه إلى 6 أجزاء استخدمت فيها أدوات حادة وصاروخ كهربائي، قبل التخلص منها في مكب نفايات قريب من أحد المولات الشهيرة بطريق البلاجات.
النيابة العامة أنهت تحقيقاتها، وأحالت المتهم – طفل لم يتجاوز الخامسة عشرة – إلى محكمة جنايات الأحداث، بتهم الخطف والقتل العمد مع سبق الإصرار والترصد والتمثيل بالجثمان وإخفائه.
وفي هذه السلسلة، نعرض – لأول مرة – أسرار اعترافات المتهم أمام جهات التحقيق، وكيف تحوّل نزاع صغير حول «هاتف محمول» إلى جريمة بشعة خطط فيها المتهم بدقة، واستعان فيها حتى بـ«الذكاء الاصطناعي» للهروب من العقاب.
الحلقة الأولى.. حين بدأت الحكاية من «سيجارة» وهاتف مسروق
لم يعرف أحد أن سرقة هاتف محمول ثمنه 5 آلاف جنيه ستصبح الشرارة الأولى التي قادت لجريمة قطّعت أوصال طفل لا يتجاوز 14 عامًا.
في التحقيقات، أجاب المتهم عن سؤال المحقق حول بداية الخيط:«كنت محتاج فلوس عشان بشرب سجاير وكحوليات».
يروي الطفل المتهم أنه وفي إجازة الصيف، تواصل معه المجني عليه هاتفيًا، واتفقا على اللقاء قرب منزل المتهم. ومنذ اللحظة الأولى، كانت نية المتهم واضحة: سرقة الهاتف بأي طريقة.
تجوّلا داخل أحد المولات، وحين طلب من المجني عليه أن يشتري له عصيرًا، استغل الفرصة، حصل على الهاتف، فرّ هاربًا، ثم كسر الشريحة، وباع الهاتف في أحد محال منطقة «موقف الفروس» مقابل 600 جنيه فقط رغم قيمته الكبيرة.
وحين سأله المحقق إن كان المشتري يعلم أن الهاتف مسروق، أجاب بثقة:
«أكيد.. المنطقة كلها معروفة إنها بتشتري الموبايلات المسروقة».
صدمة الرسوب.. نقطة التحول إلى نية القتل
يقول المتهم إنه نسي قصة الهاتف شهورًا، إلى أن جاءت نتيجة العام الدراسي، ورسب.
في تلك اللحظة، يقول نصًا:
«اتصدمت.. قلت أكيد هقابله تاني ويعمل محضر بسرقة التليفون.. قلت أجهّز من دلوقتي لقتله».
لم تكن الجريمة وليدة لحظة غضب، بل تخطيط مسبق:
1-سرق صاروخًا كهربائيًا من ورشة نجارة.
2- جهّز سكينًا كبيرة داخل المنزل.
3- تابع تفاصيل مسلسل أجنبي ليقلد طريقة القتل وإخفاء الجثة.
4 خطط لشراء أكياس سوداء لاحقًا لإكمال التنفيذ.
5-الاقتراب من الضحية.. بداية التنفيذ
مع بداية العام الدراسي، كان المتهم يتجنب مقابلة المجني عليه. يحضر متأخرًا ويخرج مبكرًا.
لكن يوم الأحد 12 أكتوبر، حدث ما لم يكن يتوقعه. صادفه فجأة أثناء الفسحة.
توجه إليه المجني عليه مباشرة وسأله:
«فين تليفوني؟ هجيب أهلي يعملوا فيك محضر».
رد المتهم سريعًا:«التليفون معايا.. استناني نروح سوا أجيبه لك من البيت».
ومن هنا بدأ الاستدراج الفعلي.
بعد انتهاء المدرسة، طلب المتهم من زميله ألا يخبر أحدًا بأنه معه، وحدد له خطة للتحرك حتى لا يراه أحد.
ركبا ميكروباصًا باتجاه منزل المتهم، لكن ظهرت مفاجأة:أحد طلاب المدرسة كان داخل الميكروباص، وشاهد المتهم والمجني عليه معًا، ثم أبلغ أسرة الضحية، في أول مؤشر لاحتمال انكشاف الجريمة.
إلى هنا تنتهي الحلقة الأولى
في الحلقة الثانية – التي ننشرها قريبًا – نكشف:كيف دخل الطفلان إلى المنزل؟
ماذا دار بينهما في الساعات الخمس التي سبقت ارتكاب الجريمة؟
كيف بدأ المتهم التنفيذ؟
وكيف تعامل مع الجثمان؟
ولماذا استخدم الذكاء الاصطناعي؟
انتظروا التفاصيل الكاملة في الحلقة الثانية من نص التحقيقات السرّية لجريمة المنشار بالإسماعيلية