عندما تسير وسط سوق الأربعاء بمركز دشنا، يلفت نظرك مشهد ثابت لم يتغير منذ ربع قرن: مساحة صغيرة لا تتجاوز مترًا في متر، يقف عندها الأهالي كبارًا وصغارًا، فيما يجلس العم أحمد يحيى ببضاعته المتراصة على الحوائط من الخيزران والنبوت والشوم بأنواعها.
الخيزران
الخيزران
هذا المشهد يتكرر كل يوم أربعاء داخل السوق، حيث يعرض الرجل بضاعته التي ارتبطت بعادات وتقاليد الصعيد لأجيال طويلة.
الخيزران
الخيزران
في صعيد مصر، لا تعد العصا والخيزران مجرد أدوات، بل لها استخدامات عديدة ومتنوعة، إذ يعتمد عليها البعض للحماية أثناء السير في الطرق الزراعية والمناطق المقطوعة المحاطة بمزارع القصب، والتي تنتشر بها الحيوانات المفترسة والذئاب. كما تُستخدم في لعبة التحطيب الشهيرة، ويرتكز عليها كبار السن أثناء السير، بينما يتخذها آخرون رمزًا للوجاهة والقوة والوقار.
الخيزران
ويحكي العم أحمد يحيى، 39 عامًا، والذي يُعتبر من أقدم بائعي الخيزران والشوم في السوق، أنه يعمل في هذه المهنة منذ 25 عامًا، إذ ورثها عن جده، ثم والده. ويضيف أنه يتواجد أسبوعيًا داخل سوق دشنا، لأن منتجاته تُعد أساسية لدى عدد كبير من الأهالي في المحافظة، وخاصة في مركز دشنا.
الخيزران
ويشير إلى أن الخشب المزروع في إيطاليا ودول أخرى يُصنع منه الشوم، لافتًا إلى وجود فروق واضحة في الأسعار بين الخيزران والشوم المستورد والمصري، حيث تختلف حسب الجودة. وتبدأ الأسعار من 250 جنيهًا وتصل إلى 400 جنيه، وفقًا لنوع الخشب وجودته.
الخيزران
وفي ختام حديثه، شدد على أن الشوم والخيزران يعدان 'سلاح الصعيدي'، ولا يستطيع الكثيرون التخلي عنهما، إذ يظلّان رمزًا للقوة، لذلك لا يكاد يخلو منزل في الصعيد من عصا يقتنيها رب الأسرة.