شهدت عزبة السدرة التابعة لقرية الزوامل بمركز بلبيس في محافظة الشرقية، صباح اليوم الخميس، انتهاء حالة القلق التي عاشها الأهالي على مدار الأيام الماضية، وذلك بعد نجاح الدكتور إكرامي الأباصيري، مدير عام محميات الجنوب ورئيس وحدة التماسيح بوزارة البيئة، وصيادو المحافظة في اصطياد تمساح صغير ظهر داخل مصرف بلبيس.
وقال الدكتور إكرامي الأباصيري في تصريحاته إن عملية الرصد بدأت صباح الأربعاء في تمام الساعة الثامنة صباحًا، بعد ظهور التمساح في مقطع فيديو متداول، مشيرا إلى أنه عاد إلى الموقع في نفس التوقيت صباح اليوم الخميس، حيث تمكن فريق العمل من تحديد موقعه واصطياده الساعة التاسعة صباحًا.
وأشار إلى أن التمساح، الذي يبلغ طوله نحو 85 سنتيمترًا، كان يختفي بين الحشائش والغابات المائية داخل المصرف، مما جعل السيطرة عليه فورًا أمرًا بالغ الصعوبة، مضيفًا أن التمساح كان يتنقل لمسافات طويلة داخل المصرف، متجاوزًا كيلومترًا كاملًا، هاربًا من مكان لآخر.
وأكد مدير عام محميات الجنوب أن التعاون كان كاملًا بين فريق وزارة البيئة في أسوان وفرع جهاز شؤون البيئة بالشرقية، إضافة إلى شيخ الصيادين بمحافظة الشرقية والصيادين المشاركين في عملية التمشيط.
وتابع: "استخدمنا شباك الصيد لاحتجاز التمساح، وتم الإمساك به يدويًا دون أن يتعرض لأي إصابة"، كما جرى تحرير محضر رسمي بالواقعة داخل فرع جهاز شؤون البيئة بالشرقية.
وحسم الأباصيري الجدل حول احتمالية وجود أكثر من تمساح داخل المصرف، مؤكدًا أنه لا يوجد سوى هذا التمساح فقط، وأن كل ما تردد عن وجود بيض أو تماسيح أخرى مجرد "شائعات هدفها إثارة البلبلة"،
وأوضح أن مديرية الطب البيطري وشيخ الصيادين قاما بعمليات مسح بالشباك، وتأكدوا من خلو المصرف من الأسماك تمامًا، وأن التمساح كان يعتمد في غذائه على بقايا الدواجن والمخلفات التي يلقيها الأهالي في المياه.
وبين خبير التماسيح أن سبب وجود التمساح خارج بيئته الطبيعية يعود غالبًا إلى قيام أحد الهواة أو المربين بالتخلص منه، أو هروبه من مكان كان يُربّى فيه بطريقة غير قانونية، وقال: "أجريت استقصاءً منذ أول يوم، وراجعت الفيديوهات، واتضح أن جزءًا مما تداوله الأهالي لم يكن دقيقًا وبعضه شائعات".
قدّر الأباصيري عمر التمساح بين سنة وسنتين، مؤكدًا أنه لا يشكل أي خطورة على الإنسان لصغر حجمه، وأن مناعته جيدة ولم يتأثر سلبًا رغم وجوده في بيئة شديدة التلوث محاطة بالأسمدة والمخلفات الزراعية.
كما أكد أن هذا العمر لا يسمح للتمساح بالتزاوج، وأن وضع البيض يحتاج إلى شواطئ رملية غير موجودة في المنطقة أصلًا.
وأشار إلى أنه سيتم إجراء فحص طبي شامل للتمساح قبل نقله إلى بحيرة ناصر بأسوان، وهي الموطن الطبيعي الوحيد للتماسيح في مصر بعد بناء السد العالي، مؤكدًا أن وجود أي تمساح خارج البحيرة يعد مخالفة للقانون والبيئة الطبيعية.