في لحظة إنسانية نادرة، امتزج فيها العلم بالرحمة، سطّر مجمع الإسماعيلية الطبي إنجازًا طبيًا وإنسانيًا جديدًا، بعد نجاح أول عملية زراعة كبد من متبرع حي داخل المجمع، في خطوة غير مسبوقة أعادت الأمل لأسرة كانت تقف على حافة الفقد.
القصة بدأت بمعاناة قاسية لامرأة أنهكها مرض الكبد في مراحله المتأخرة، حتى باتت الأيام تمضي ثقيلة، وتضاءلت فرص النجاة. تدهورت حالتها الصحية سريعًا، ومعها تلاشى أمل الأسرة في العلاج، خاصة في ظل صعوبة العثور على متبرع مناسب، ورفض الأسرة القاطع لفكرة التبرع من خارج دائرة الدم، فضلًا عن التكلفة الباهظة لمثل هذه الجراحات الدقيقة.
وسط هذا الظلام، جاء الضوء من حيث لم تتوقع الأسرة. فمع استمرار الفحوصات الطبية، تبيّن أن عملية زراعة الكبد يمكن إجراؤها ضمن منظومة التأمين الصحي الشامل، لتتحول المعلومة إلى طوق نجاة أعاد الروح والأمل من جديد، بعد أن كانت الظروف المادية تشكل الحاجز الأكبر أمام إنقاذ المريضة.
خضعت الأسرة بالكامل لسلسلة طويلة من التحاليل والفحوصات الدقيقة، بحثًا عن المتبرع الأنسب. وأسفرت النتائج عن تطابق كامل في المواصفات الطبية لشقيقة المريضة، لتكون الوحيدة المؤهلة للتبرع دون أي مخاطر تهدد صحتها.
وبحسب مقربين من الأسرة، لم تتردد الشقيقة لحظة واحدة. كان القرار حاسمًا وسريعًا، مدفوعًا برباط الدم وخطورة الموقف. رأت في التبرع حياة جديدة لأختها، فأعلنت موافقتها فورًا، واستكملت الإجراءات الطبية دون تراجع.
داخل غرف العمليات بمجمع الإسماعيلية الطبي، خاض فريق طبي متخصص تحديًا دقيقًا، انتهى بنجاح العملية وسط حالة من الترقب والدعاء. واليوم، يؤكد الأطباء أن الحالة الصحية لكل من المتبرعة والمريضة مستقرة، وتخضعان لرعاية طبية دقيقة، في انتظار تعافٍ كامل وبداية فصل جديد من الحياة.
إنها قصة تتجاوز كونها نجاحًا طبيًا، لتصبح شهادة إنسانية على أن الأمل قد يولد من رحم الألم، وأن منظومة التأمين الصحي الشامل باتت قادرة على صناعة الفارق، حين تلتقي إرادة الأطباء بتضحيات لا تُقدّر بثمن.