
ملامحه تحمل العزيمة والإصرار رغم التجاعيد التي خطها الزمن على وجهه، يداه بهما شقوقًا كثيرة وبعضًا من الطين الذي يستخدمه في عمله، لا يعرف للراحة طعمًا رغم عمره الذي تخطى الـ73 عامًا، ذلك هو حال «حسين» أشهر حداد في قنا، فهو يشكل الأدوات الزراعية والريفية ببراعة رافعًا شعار «صنع في مصر».
الحداد
الحداد
قضى العم حسين محمد شكل، أحد أشهر الحدادين في قنا، عمره في صهر الحديد بمنفاخ النار لصناعة أدوات زراعية معروفة ومتوارثة، كان يستخدمها المصريون القدماء في الزراعات وهو ما وضعته النقوش على جدران المعابد، ليواصل الرجل السبعيني مسيرة أجداده حتى الآن.


لا يترك «حسين» سوقًا شعبية في محافظة قنا، إلا وله بداخله مكان معروف لدى كل من تردد عليه ذات يوم، إما ليصنع الأدوات الزراعية والريفية وغيرها بالطلب، من خلال تطويق الحديد والصلب عن طريق وضعه في نار فحم الكوك القوي، أو لبيع هذه الأدوات للمزارعين وربات الأسر.

الحداد
يحكي العم حسين، أو كما يلقبه الأهالي بالحداد الماهر، أن مواعيد عمله تبدأ منذ الصباح الباكر في الأسواق الشعبية، مثل «الوقف، القلمينا، المراشدة، في منزله»، إذ ينصب العدة في مكان مخصص، حيث يتم بناء قمة صغيرة من الطين وتمرير ماسورتين بدايتهما قربة نفخ خاصة بإشعال فحم الكوك الذي يوضع فيه الحديد.
الحداد
عندما تطأ قدمه إحدى الأسواق الشعبية، يلتف حوله المزارعون وربات المنازل، منهم من معه قطعة حديد صلبة يريد تشكيلها وتصنيعها، ومنهم من يشترى ما صنعه من أدوات في منزله بالوقف.
وعن الأدوات التي يصنعها «حسين»، فمن أبرزها، الفأس محراث البقر، مرابط المواشي الحديدية، غرس الحديد، القدوم والحلقة والشاقوف، مشيرًا إلى أنه رغم تقدمه في السن، لا زال يحرص على تنفيذ ما يطلبه العملاء بشكل متقن، موضحا أنه يتمنى في هذه الدنيا أن يعيش ما تبقى من حياته مستورًا من هذه المهنة ولا يمد يده لأحد، لافتًا إلى أنه تمكن من تربية أولاده الـ5 من عرق جبينه: «مش عايز غير الستر».