لأكثر من ثلاثة عقود عمل 'عم محمد'، الرجل السبعيني في حياكة، وتلميع الأحذية؛ للإنفاق على أسرته، إذ استقر به الحال في هذه المهنة التي لم يتوارثها عن أسرته، بعد أن قضى فترة من الوقت بمجال عائلته، وهو بين الخضار، ثم الكليم.
عم محمد
وبأدوات بدائية بسيطة، وإلى جواره صندوق خشبي صغير تراصت فوقه عبوات ملمع الأحذية، والخيوط، يجلس 'عم محمد' بأحد الشوارع الجانبية بمدينة فوه، منتظرًا الزبائن، وبقلب راضٍ يدعو المولى أن يرسل له رزقه، ليعود لأسرته بنهاية اليوم مجبورًا.
عم محمد
قال 'عم محمد'، 72 سنة، ابن مدينة فوه بمحافظة كفر الشيخ، إنه يعمل بمجال حياكة، وتلميع الأحذية منذ 30 سنة، وذلك رغم أنه لم يرث المجال عن أسرته. وأشار إلى أنه عمل بمجال بيع الخضراوات، وهو مجال أسرته، وكذلك الكليم، ثم انتهى به المطاف بمهنته الحالية.
عم محمد
ويكمل 'عم محمد' في حديث خاص ل'أهل مصر': 'أعمل في تلميع وتصليح الأحذية، والأسعار لدي تبدأ من أول 15 جنيه حسب ما يطلبه الزبون'. ويضيف بالقول: يختلف الإقبال من يوم لآخر، وأحيانًا قد أجلس طوال اليوم بالشارع، وأعود للمنزل دون عمل.
عم محمد
وأردف: قبل ظهور الأحذية الجاهزة كان اعتماد الزبائن على تصليح الأحذية المستعملة بشكل أساسي، ولكن إقبال الزبائن الآن أصبح بشكل أساسي على الجاهز، وهذا أثر على عملنا، وأصبح الأمر مقتصرًا على من يرغب في تصليح ما لديه من مستعمل.
عم محمد
واستطرد: قمت بتربية أبنائي الأربعة من هذه المهنة، وأبنائي الذكور رفضوا العمل بها، ولقد كنت سأرفض من تلقاء نفسي أن يعمل أبنائي بها؛ لأن العائد المادي منها ضعيف.
عم محمد
ويكمل: هذه المهنة تحتاج لمعدات متطورة، وماكينات، ولكنني أعتمد على أدوات يدوية فقط في العمل، ولا أعتقد أن شاب قد يرغب في العمل بمجالنا في الوقت الراهن؛ لأن العائد المادي منه بسيط.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
