'دوام الحال من المحال'.. أصبحت تلك الكلمة لسان حال أهالي مدينة المحلة الكبرى، وخاصة سكان المنطقة المطلة على ميدان 'الشون' الذي يعد من أكبر ميادين الجمهورية، والذي شهد العديد من الاحتفاليات والفعاليات المهمة منذ خروج مئات وآلاف المحتجين في عدة انتفاضات أولها عام 1977، حيث خرج المواطنون وعمال شركة مصر للتنديد بغلاء الأسعار، وشهد فعاليات نصرة الشعب الفلسطيني، وثورة 25 يناير 2011، كما شهد احتشاد مئات الآلاف في 30 يونيو 2013، اعتراضا على حكم الجماعة الإرهابية.
ذكرى 25 يناير
الآن تغير الحال، وضاقت مساحة الميدان الشاسعة، إذ قطعة كوبري الفريق رضا حافظ، واستغل الباعة الجائلون أسفل الكوبري، ليتحول لمجرد طريق تقف على جنباته عربات اليد، فيما يحوله تجار الطيور يومي الثلاثاء والجمعة إلى سوق طيور.
ميدان الشون بالمحلة الكبرى
ثورة 30 يونيو
تقول 'رقيه صبحي' من سكان ميدان الشون: كان المتنفس الوحيد لأهالي المدينة العمالية، وكان يمتاز بالمساحة الشاسعة وبردورات الجلوس والتنزه إلى جانب وجود حديقة كبيرة بها شاشات عرض تعمل في الصيف لعرض المباريات، كما اعتدنا فيما مضى على تجمع المئات والآلاف، مثلما حدث في 30 يونيو، إلا أن هناك تعديلات كثيرة تمت بالميدان خلال السنوات الماضية، فتم القضاء على الحدائق، كحديقة الطفل بالمشحمة والسبع بنات في مذبحة ذكرت في ذلك الوقت باسم 'مذبحة الأشجار' وعقب هدوء الأحوال بدأ جهابذة التخطيط في تشويه الميدان وغلق ذلك المتنفس على الأهالي، ولا نعلم كيف يمكن اعتبار ذلك من باب التجديد والتغيير والإصلاح.
ميدان الشون بالمحلة الكبرى
وقال 'محمد أنور'، أحد أبناء مدينة المحلة: الشؤون تحول إلى سوق للطيور، والمسئولون لم يستطيعوا السيطرة عليه، إذ يحوله الباعة يومي الثلاثاء والجمعة إلى معرض للطيور والبط والوز والحمام وغيرها، بينما تتخذ بعض السيدات جدران الكوبري لنصب خيام لتنظيف وذبح الطيور، وفى نهاية اليوم تتراكم المخلفات من ريش ودماء وغيرها أسفل الأعمدة، مما يخلف مظهرا فجا مقززا.
ميدان الشون بالمحلة الكبرى
'محمد أبو الحظ'، أحد أهالى مدينة المحلة: ميدان الشون من أهم وأكبر ميادين المحافظة، وكانت ساعة الميدان أهم معالمه إلى جانب النافورة التى زينت ذلك الميدان خلال العقد الماضى، وأول تطوير للميدان كان إزالة النافورة والساعة وبناء حدائق دائرية، بشاشات عرض ليصبح متنفسا للعائلات بطول شارع البحر، حيث كانت الأسر تخرج لمشاهدة الأفلام والمباريات، ويهرب الشباب من المقاهى للهواء الطلق.
ميدان الشون احتله الباعة الجائلون
وتابع 'ابو الحظ': تلك الرفاهية لم تستمر طويلا، حيث احتلها الباعة الجائلون، وأصحاب نصبات الشاى، وتمت إزالة المقاعد والشاشات، وعمل موقف عام لسيارات السرفيس، ومن بعدها تم هدم الساعة وإنشاء كوبرى الفريق رضا حافظ، إلى جانب القضاء على المقاعد المنتشرة بطريق البحر، لزيادة سعة حارات السيارات، ليصبح نسخة أخرى من شارع البحر بمدينة طنطا، لتنتهي أحواض المزروعات بمنتصف الطريق، فى منظر مهين للمظهر العام.
ميدان الشون بالمحلة الكبرى
غضب بين مواطنى الغربية لإغلاق ممرات العبور وكوبرى الشون
وأضاف'ابو الحظ': بعد احتلال بلطجية الشوارع لمداخل ومخارج أسفل كوبرى رضا حافظ، وتحويلها لمواقف للسيارات وساحات انتظار أسفل الكوبرى، لم يجد المواطن البسيط طريقا لعبور الطريق سوى عدة أمتار بسيطة، وبعد فترة فوجئنا برجال قطاع النظافة يشيدون عددا من أحواض الزهور والنباتات بمنطقة العبور، ومن هنا بدأت المشكلة، فإن أردت عبور الطريق عليك الخوض فى غمار الوحل ودهس المزروعات، أو السير لمسافة طويلة حتى تتمكن من العبور، سواء من منطقة البساينة أو من أمام محلات البغل، وهو أمر مرهق لكبار السن وخطر على الأطفال.
ويقول 'أحمد عاشور' مهندس من أبناء مدينة المحلة الكبرى: تشكل تلك الأحواض المشيدة بجوار الأعمدة الخرسانية أسفل كوبرى الشون، خطرا كبيرا على الكوبرى، والحديد المستخدم فيها، في التربة المستخدمة طينية لا تحتفظ بالمياه، وعلى المدى الطويل تتآكل الأعمدة والخرسانة، مما سيؤدي إلى كوارث كنا فى غنى عنها إذا عزلنا الأحواض، بمادة بلاستيكية وألواح من مادة معينة لحماية القواعد.
وأضاف 'عاشور': ما يحدث يشبه زراعة تغطية سقف مبنى خرسانى بالطمى وزراعته، ومع تسرب المياه سيسقط المنزل بالكامل وليس السقف فقط، ووجه كلماته للمهندس أحمد عطا نائب محافظ الغربية قائلا 'نائب المحافظ أكتر واحد هيفهم الكلام ده، لخبرته وعمله في مجال الإنشاءات، فلابد من إنقاذ ارواح المواطنين، ومحاسبة المخطئين'.