عانت محافظة المنوفية، من انتشار اللصوص والبلطجية وتفشي ظاهرة التحرش والخروج عن القانون، وذلك عقب الانفلات الأمني الذي صاحب أحداث ثورة 25 من يناير 2011، وهي الظواهر التي واجهها الأهالي بوسائل مختلفة من التأمين والدفاع الشعبي.
فترة عصيبة
يقول سعيد يوسف، أحد أهالي المنوفية، إن المحافظة مرت بفترة عصبية خلال ثورة 25 من يناير، بسبب الإنفلات الأمني وما تبعه من انتشار للصوص والبلطجية والخارجين على القانون، وهو الأمر الذي قرر الأهالي التصدي له من خلال تشكيل اللجان الشعبية.
وأوضح يوسف، أن خطة التأمين الشعبية كان يتقدمها أشخاص مكلفون بإعتلاء أسطح المنازل وبمجرد أن يشاهدوا لصوصًا أو بلطجية قادمين يحذروا باقي أفراد اللجان الشعبية، والأخيرين بدورهم يقوموا بالتصدي لهؤلاء الخارجين على القانون، وكان الشباب وكبار السن يمسكون بالأسلحة البيضاء والشوم حفاظًا علي أفراد أسرهم وممتلكاتهم.
وكان العلماء يخطبون لتوعية الشباب وحث الأهالي على القيام بواجب جماية المدن والقرى، وفي الوقت ذاته كان كبار العائلات يبذلون أقصى جهد لتوحيد الصف والوقوف يدًا واحدة في مواجهة الخارجين على القانون.
الدروع البشرية
وأكد يوسف، أن اللجان الشعبية التي تشكلت بمدينة أشمون، كان لها دور رئيسي في حفظ أمن أهالي المركز والحفاظ على ممتلكاتهم، حيث لم يكن بحوزتنا أسلحة سوى الأسلحة البيضاء، والشوم، وكنا نتسلح بالشجاعة، وشكلنا دروعًا بشرية بأجسادنا، وعلى الرغم من أنها كانت فترة صعبة إلا أنها جعلت الأهالي يتكاتفون معًا خوفًا علي بعضهم البعض.
وفضلًا عن الدروع البشرية، كان للمشايخ دورًا كبيرًا للغاية وذلك من خلال أحاديثهم عن حقوق الجار لدي الآخر، وكان دومًا يؤكدون علي تماسك الجميع معًا وحمايتهم للمنازل، والتأكد من الشخص المار إذا كان هدفه الصلاح أم الفساد.
ويشير صلاح عمران، إلى أنهم كانوا يُجلسون الأطفال من سن 13 وحتى 16 سنة في الشوارع الصغيرة للعب مع بعضهم البعض، ومراقبة الذي يقوم بدخول الشارع للتأكد هل هو واحد من أفراده أم لا؟ وإذا كان شخصًا متجهًا لزيارة صديقه كنا يطلبون منه إبراز بطاقته الشخصية، وإذا رفض يخيروه بين الرجوع أو أخذه لكبير الحي للتصرف معه، كما أن الشباب ذو 30 عامًا كانوا يفتشون المارة للتأكد من عدم حملهم أسلحة، وكانت هذه الفتره فترة امتحانات فكان يتم نقل الفتيات في عربات خاصة للمدارس ثم إعادتهم لمنازلهم مرة أخرى بعد انتهاء الامتحان.
وهناك عائلات كثيرة اشترت عصى الصاعق الكهربي، وأعطتها للفتيات حتى يتمكن من الدفاع عن أنفسهن إذا واجههن أي خطر، إضافة إلى القيام بعمل خلطات من البرفان والشطة شديدة السخونة داخل المنازل ووضعها في زجاجات ورشها في وجه أي لص أو بلطجي أو معتدي.