اعلان

"قصر ألكسان باشا" بأسيوط.. تحفة مهملة وتاريخ مهدر.. نزل به "فاروق وفريدة".. وتقرر تحويله لمتحف

قصر الكسان باشا من الداخل والخارج
قصر الكسان باشا من الداخل والخارج

زاخرة بالقصور الأثرية والتاريخية ذات الطرز المعمارية المميزة، وتعود إلى العصور القبطي والإسلامى والحديث، ومن أبرزها "قصر ألكسان باشا"، الذي يعد واحدا من المعالم المميزة لمحافظة أسيوط، والذي لا يزال باقيا حتى الآن.

قصر"ألكسان" تحفة معمارية ذات قيمة حضارية وجمالية وأثرية متميزة، وموقع فريد على الضفة الغربية لنهر النيل، مما جعله من المعالم الحضارية الهامة بأسيوط ومع ذلك لم يفكر أي من المحافظين تحويله لمتحف قومى أو مزار سياحى.

تعرض القصر في فترات زمنية متعددة للإهمال فسكنت بداخله الطيور، وكست جدرانه ومقتنياته الأتربة، وتكسرت نوافذه الملونة البراقة ذات الطابع الأوروبى والشرقى، وتحولت حديقته الكبيرة إلى مأوى للحيوانات الضالة كالكلاب والقطط وجفت الأشجار.

وكان اللواء نبيل العزبى محافظ أسيوط الأسبق، قد أعلن إنهاء إجراءات نزع ملكية قصر الكسان باشا، لإنشاء أول متحف قومى بمحافظة أسيوط ، بتكلفة 18 مليون جنيه وتحقيق بعد سياحى، ووضع خطة بالتنسيق بين المتاحف والسياحة والآثار والتخطيط العمرانى وأملاك الدولة لإنشاء متحفين داخل القصر أحدهما يضم محتويات القصر النفيسة، والآخر لضم أكثر من 7000 قطعة أثرية مختلفة بالمحافظة، وتم تسجيل القصر كأثر تحت رقم "71".

وخضع القصر بعدها للروتين والبيروقراطية، وتعطلت إجراءات تحويله إلى متحف قومى ليدخل فى دوامة الإهمال مرة أخرى، ثم جاءت زيارة الدكتور خالد العناني وزير الآثار ليوجه بسرعة الانتهاء من ترميم القصر، تمهيدا لتحويله لمتحف قومى ضمن 50 منشأة أثرية على مستوى الجمهورية فى مقدمتها هذا القصر، وأكد العنانى أن القصر محتفظ بكيانه ولا يحتاج إلا لجهود بسيطة لتحويله إلى متحف أثرى بالمحافظة.

وقال عثمان الحسينى مدير هيئة تنشيط السياحة بأسيوط، إن قصر ألكسان باشا اشترته المحافظة من الورثة، ومن ثم تم ضمه إلى الآثار لتميزه بطراز معمارى فريد، ولا يوجد مثيل له سوى فى إيطاليا وإنجلترا، خاصة أن من بناه مهندسون إيطاليون وفرنسيون وإنجليز، ويجرى الآن العمل فى ترميم القصر بعد جرده، وتنظيف 3 من واجهاته من الخارج، وتنظيفه من الداخل، وذلك تمهيدا لتحويله لمتحف.

وأكد الحسينى أن متحف قصر "ألكسان" سيقبل عليه السياح حتى وإن كانت أسيوط غير مدرجة في الرحلات السياحية الجنوبية، وسيفرض وجود المتحف عمل ترانزيت للسائح أثناء رحلته إلى المحافظات الجنوبية.

تاريخ القصر حافل، ويرجع إلى ألكسان، المحامي الذي بنى قصرا فاخرا شاهده الملك فاروق أثناء رحلة نيلية بمحافظة أسيوط، خلال فترة حكمه، فقرر النزول من سفينته لتفقد القصر، وعندما انبهر به قرر منح صاحبه لقب "الباشوية"، وتوجد روايات أخرى تقول باستضافة ألكسان للملك فاروق وزوجته الملكة فريدة، فى المرة الوحيدة التى نزل بها الملك محافظة أسيوط، وخصص غرفة خاصة للملكة فريدة، وذلك أثناء قيام الملك فاروق بافتتاح معهد فؤاد الأول الدينى عام 1939 الذى كان قد وضع حجر أساسه الملك فؤاد الأول عام 1930.

وأثناء استضافة الملك فاروق، قرر منحه لقب الباشوية، قائلا :"من الآن أصبح ذلك القصر قصر ألكسان باشا"، وأرجع السبب فى ذلك إلى روعة تصميم القصر، وذوقه الفنى الرفيع، وأنجب ألكسان باشا 9 من الأبناء هجروا جميعهم المحافظة، تاركين ذلك المبنى المعمارى الفريد بجميع مقتنياته.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً