اعلان

"لو مختنتوهاش هتجيبلكوا العار".. موروثات قديمة تودي بحياة فتيات الصعيد

الختان
الختان

"لو مختنتوهاش هتمشي على حل شعرها وتجيبلكوا العار".. "الختان طهارة وعفة".. "عايزين يمنعوا الختان علشان نكون زي الأجانب "، عبارات موروثة تناقلتها الأجيال في محافظات الصعيد، حتى أصبحت عادة الخارج عنها كالخارج عن مواثيق الشرف، ومخالف الوعود، حيث أصبح الختان أمرًا حتميًا حتى وإن أودى بحياة الفتاة.

ورغم كل المحاولات سواء من الجمعيات أو المؤسسات الدينية بالصعيد، لمنع تلك العادة، إلا أنها بائت بالفشل، خاصة مع انتشار الأطباء الذين يجرون تلك العمليات من خلف الستار، وكل همهم تجميع الأموال، حتى لو على حساب حياة البشر، وهذا ما رأيناه في الفترة الماضية، بعد وفاة الطفلة "ندى" ضحية الختان، والتي تبلغ 12 عامًا، بمحافظة أسيوط، حيث اصطحبها والدها ووالدتها إلى إحدى العيادات الخاصة لإجراء عملية الختان، ومن ثم خرجت جثة هامدة.

وفي هذا السياق قالت منار كامل مدير وحدة حماية الطفل بمحافظة أسيوط، إن ه بناء على البلاغ من خط نجدة الطفل برقم "578 " لسنة 2020 إدارة منفلوط بشأن الطفلة "ندى حسن عبد المقصود تبلغ من العمر 12 عاما مقيمة بمركز منفلوط بقرية الحواتكة والذي يفيد بضرورة اتخاذ اللازم تجاه الدكتور "ع.ع ا " أخصائي أمراض نساء حي السلام لقيامة بختان الطفلة، ما أدى إلى وفاتها

تم ارسال البلاغ إلى الوحدة الفرعية لحماية الطفل بمركز منفلوط والتي اتخذت الإجراءات بالتوجه إلى مقر النيابة العامة وأخذ أقوال والد ووالدة الطفلة وتم صرفهم من النيابة العامة بعد أخذ أقوالهم لإجراءات الدفن والأمر قيد التحقيق.

وأمر النائب العام بحبس والدي وخالة الطفلة ندى حسن عبد المقصود حافظ وطبيبا بالمعاش، أربعة أيام على ذمة التحقيقات في واقعة وفاة الطفلة بعد إجراء الطبيب عملية ختان لها وبعد 4 أيام تم الإفراج عن الأب والأم لظروفهم المعيشية التي تتكون من 4 أولاد وبنتين منهم الضحية والأسرة تعيش بمنزل ريفى بسيط وتتقاضى معاش تكافل وكرامة 500 جنيه.

ومن جانبه قال الدكتور ضياء الدين عبد الحميد نقيب أطباء أسيوط، قال إن عقوبة الطبيب الذي يثبت إجراؤه لعمليات الختان، هي الشطب من النقابة فضلا عن العقوبة التي يقرها القضاء في تلك الجرائم والنقابة ملتزمة بقانون حقوق الطفل وتجريم ختان الإناث وأنه إذا ثبت تورط الطبيب في قيام عملية ختان لطفلة الحواتكة والتي توفيت، سوف يتم شطبه من النقابة ونفذت لجنة من الإدارة الصحية بمركز منفلوط بمحافظة أسيوط، قرار تشميع وإغلاق عيادة الطبيب.

وأضاف نقيب أطباء أسيوط، ان تلك الحادثة ليست الأولى ولا النهاية فبيتم العديد من العمليات للختان داخل القرى سرآ فسيظل الختان دائما ذكرى تترسخ في المعتقدات الموروثة لدى الأهالي بقرى محافظة أسيوط يقبلون خلال الصيف على إجراء عملية الختان لبناتهن اعتقادا بسرعة التئام الجروح بسبب حرارة الصيف.

وفي السياق ذاته أكد محمد عبد الراضى طبيب نساء وتوليد، أن الأطباء لم يدرسوا عمليات الختان بكليات الطب لأنها ليست عملية جراحية بل جريمة، وأن المسمي الصحيح لها هو عملية تشويه الأعضاء التناسلية للفتيات وليس طهارة أو ختان.

ومن جانبه قال الدكتور عاصم محمود قبيصي وكيل وزارة الأوقاف بأسيوط، إن الختان عادة قديمة موروثة وليست من الدين في شيء، كما أن دار الإفتاء المصرية أصدرت فتوى بتحريم ختان الإناث؛ مؤكدًا أن الإسلام أكد على عدم إهانة الأنثى والحفاظ على كرامتها ومكانتها.

وأشار قبيصي، إلى أن الأئمة يدشنون مبادرات توعوية بخطورة ختان الإناث وأهمية حماية الأطفال وعدم ممارسة تلك العادات، بالتعاون مع المجلس القومي للمرأة بأسيوط، لافتًا إلى أنه يجب تغيير سلوك الأهالي لحماية ورعاية الفتيات.

ومن جهة أخرى قالت الدكتورة مروة كدواني مقرر المجلس القومى للمرأة بأسيوط، أن فرع المجلس بأسيوط يتابع الموقف لحظة بلحظة وهناك ممثل قانوني يتابع التحقيقات فى واقعة ختان الطفلة " ندى " البالغة من العمر 12 عاما والتي توفيت نتيجة إجراء عملية ختان لها داخل إحدى العيادات الخاصة لطبيب نساء وولادة على المعاش.

وأضافت كواني، أن المجلس يعمل على تغيير قناعات الأهالي بالقرى من خلال الفاعليات والندوات، للتأكيد على أن الختان جريمة في حق بناتهن؛وليس طهارة بل تشويه للأعضاء التناسلية ولدى المجلس القومي للمرأة خط ساخن 16000 لاستقبال الشكاوى حول كل من يروج لجريمة ختان الإناث، لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بالتنسيق مع وزارة الداخلية ونقابة الأطباء.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً