ضحت بكل متطلباتها لتوفير متطلبات بنتيها، حتى علمتهما وزوجتهما، وكانت أصعب سنواتها بعد فراقهما.. مريم خله سيفين ميرهم، الفائزة بجائزة الأم المثالية، تمتلك من العمر 68 عامًا، من قنا، أرملة منذ 35 عامًا، كانت تعمل بشئون الطلبة في الجامعة، ثم حصلت على ترقية داخل كلية الزراعة، بالمركز الـ23 في مسابقة «الأمهات المثاليات»، عام 2020، والتي نظمتها وزارة التضامن الاجتماعي.
تزوجت مريم في عام 1979، وانتقلت مع زوجها إلى محافظة أسيوط، وكان يعمل موظفا بالشباب والرياضة، وأنجبت فتاتين هما مايزل، وماجي، وبعد أقل من 5 أعوام مرض زوجها وتوفي وابنتها الكبرى عمرها 4 أعوام.
بعد وفاة الزوج ظلت مريم في محافظة أسيوط عدة سنوات نظرًا لظروف عملها وعائلة زوجها، ولكن الحياة كانت تصعب عليها شيئًا فشيئًا لأنها امرأة ومعها طفلتان وتعيش بمفردها في محافظة غريبة عنها، لذلك قررت العودة إلى قنا، وابنتها الكبرى في الصف الأول الإعدادي.
وأقامت الأم المثالية في منزل والدها، في منطقة الحميدات بقنا، فترة لأنها لا تملك شيئًا سوى راتبها، حيث لايوجد لديها أي ممتلكات أو أي شيء تحتمي به لتربية بناتها، ثم انتقلت إلى شقة إيجار، ومنها إلى منزلها الحالي الذي وهبه لها شقيقها، فقامت ببنائه والإقامة فيه بجوار أهلها.
حرصت الأم المثالية على تلبية كل متطلبات بنتيها حتى أدخلتهما كليات القمة، فالابنة الكبرى مايفل وحيد، 39 عامًا، خريجة كلية الصيدلة، جامعة أسيوط، متزوجة منذ 17 عامًا، وتقيم في نجع حمادي، شمال محافظة قنا، والصغرى ماجي وحيد، 37 عامًا، خريجة كلية طب العلاج طبيعي، جامعة القاهرة، متزوجة منذ 13 عامًا، وتقيم في الغردقة.
ضحت الأم المثالية بكل متطلباتها لتوفير متطلبات بنتيها، حتى علمتهما وزوجتهما، وكانت أصعب سنواتها بعد فراقهما، وعلى الرغم من إصرارهما عليها لتقيم معهما إلا أن خجلها كان يمنعها من ذلك، رغم أنها مريضة تعاني من نزيف في المخ منذ أن كانت الابنة الكبرى في آخر عام بكلية الصيدلة جامعة أسيوط.