تخطت إصابات فيروس كورونا في مصر حاجز الـ 66 ألف إصابة حتى الآن، حيث يتم تسجيل أكثر من ألف إصابة يوميًا، وعلى الرغم من ذلك يؤكد الخبراء عدم وصولنا إلى ذروة المنحنى الوبائي الذي يبدأ بعده انخفاض أعداد الإصابات والوفيات، لذا من المهم معرفة سبل الخروج من الأزمة حتى يتثنى لنا عدم الدخول في السيناريو الأسوأ.
عضو بنقابة الأطباء ينصح بالتباعد الاجتماعي وتوفير أماكن للعزل والمسحات
في البداية، قال الدكتور محمد عبد الحميد، أمين صندوق نقابة الأطباء، رئيس قسم جراحة المسالك البولية بمستشفى التحرير العام بإمبابة، إن سبل الخروج من أزمة ارتفاع الإصابات بفيروس كورونا هو التزام المواطنين بالتباعد الاجتماعي والإرشادات الوقائية اللازمة ضد مرض كوفيد 19، لافتًا إلى أننا لم نصل بعد إلى ذروة المنحنى الوبائي لفيروس كورونا ولكن على الرغم من ذلك تم فتح المطاعم والكافيهات والمساجد، ولكن المشكلة الحقيقية تكمن في إصابات ووفيات الأطباء بسبب الفيروس لأنهم خط الدفاع الأول، وإذا فقدنا الأطباء لن نجد من يعالج الشعب المصري.
وأضاف عبد الحميد في حديثه لـ "أهل مصر"، أنه من المهم أن يتم توفير أماكن للعزل المنزلي في حالة عدم وجود مكان مناسب سواء للمواطنين أو للأطباء، حيث يجب أن يتم توفير مكان مخصص لعزل أنفسهم ولحمايتهم من نقل العدوى لأسرهم وللمحيطين بهم حيث يمكن تخصيص المدن الجامعية ونزل الشباب وغيره، لأن عند إصابة الأطباء لن يحتاج جميعهم مستشفيات وهناك المدن الجامعية.
ومن ناحية سبل الخروج من أزمة زيادة إصابات الأطباء بكورونا، يجب توفير جميع وسائل مكافحة العدوى بجميع المستشفيات التي تم تحويلها لاستقبال مصابي كورونا لأن حالات الاشتباه نسبة كبيرة منها ستكون كورونا، فكل مستشفيات العزل تأخذ احتياطاتها الكاملة لأن كل ما يتم تحويله لها مصابين مؤكدين يدخلون العزل لتلقي العلاج، لكن الـ 320 مستشفى التي تم تخصيصها من الصحة تستقبل حالات الاشتباه أي غير مؤكدة، لذا يجب أن يكونوا مستعدين لذلك بتوفير كافة وسائل مكافحة العدوى، مما يترتب عليه حماية الفريق الطبي والمخالطين لهم وحماية المرضى من كورونا وهم المواطنين المصريين.
وتابع أن أي طبيب خالط حالة مصابة بكورونا يتم عمل مسحة له، لأنه لو ظهر إيجابي يتم عزله فورًا حتى لا يكون وحده وسيلة نقل العدوى وبؤرة لانتشارها سواء بين أهله والمخالطين له، والكارثة هم المرضى الذين يوجد بينهم كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة، كما أن الطبيب يمكن أن يكون حاملاً لعدوى فيروس كورونا وهو موجود في المستشفى نتيجة مخالطة حالة ايجابية، وبالتالي يجب عمل مسحة له لحماية الفريق الطبي الذي يعالج المصريين وحماية المصريين من نقل العدوى لهم، لافتًا إلى أن الفريق الطبي هو خط الدفاع الأول وكما قالت منظمة الصحة العالمية إنه إذا أصيب الكثير من الفريق الطبي سيموت الكثير من الناس، وبالتالي يجب توفير أعلى سبل الرعاية للأطباء والفريق الطبي بالكامل.
عز العرب يطالب بالاعتماد على تجربة الصين في اكتشاف إصابات كورونا
وكشف الدكتور محمد عز العرب، أستاذ الجهاز الهضمي والكبد، ومؤسس وحدة أورام الكبد بالمعهد القومي للكبد، وسكرتير الجمعية المصرية للكبد والمستشار الطبي للمركز المصري للحق في الدواء، أننا لم نصل بعد لذروة المنحنى الوبائي ولكننا نستعد خلال الفترة المقبلة لسيناريو سيء، مؤكدًا على أهمية تطبيق الإجراءات الاحترازية للوقاية من فيروس كورونا بصرامة شديدة، لأن وعي المواطنين فشلنا فيه طوال الفترة الماضية ولكن يجب التشديد عليه وارتداء الكمامة فهناك 80% من المواطنين ليس لديهم هذه الثقافة، حيث إنه من الضروري أن يتم التعامل مع المخالفات بشدة لأننا نتحدث عن فقدان حياة بشر يوميًا فالموضوع لابد فيه من الحذر بشكل كامل سواء من أجهزة الدولة أو المواطنين، كما يجب زيادة جرعة التوعية للمواطنين بشكل مكثف والتفتيش على سلامة ارتداء الكمامات بطريقة صحيحة.
وقال عز العرب في حديثه لـ "أهل مصر"، أن البيان اليومي للإعلان عن إصابات فيروس كورونا المستجد كوفيد 19 هو بيان غير حقيقي وغير واقعي، حيث إن العدد المعلن عنه هو من تم عمل لهم مسحات تشخيصية pcr وهو غير حقيقي لإصابات كوفيد 19 في مصر، لافتًا إلى أن عدد الإصابات المعلن في مصر أو في أي دولة في العالم يكون أقل من الحقيقي لعدد من الأسباب منها أن أعراض كوفيد 19 تتشابه كثيرا مع نزلات البرد والأنفلونزا، وبالتالي من الممكن إصابة شخص به ويتم شفائه تلقائيًا بواسطة الجهاز المناعي في الجسم لأن هناك أكثر من 80% من الحالات لا تستدعي الدخول إلى المستشفيات بسبب قوة الجهاز المناعي وقدرته في التغلب على المرض، أو بسبب العزل المنزلي الذي لا يتطلب عمل مسحات وغير ذلك.
وأضاف أن مصر كانت تقوم بعمل 3 ألاف مسحة يوميًا وهو عدد قليل جدًا بالنسبة لدولة لحجم مصر بها 102 مليون نسمة، ولكن الرئيس السيسي وضع 100 مليار جنيه لأزمة كوفيد 19 ويجب وضع جزء منهم للمسحات التشخيصية لفيروس كورونا، لأنه يمكن من خلالها معرفة الحالات تقريبيًا والبدء في معاملة المرضى طبيًا قبل دخولهم في مضاعفات خاصة كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة، مؤكدًا اعتراضه على العزل المنزلي بنسبة 100%، مطالبًا الاعتماد على تجربة الصين لأنهم يعتمدون على pcr فقط للعزل ولكن وجدوا علامات لظهور كوفيد 19 في الأشعة المقطعية للصدر، وبدأوا يضعون هذه الحالات ضمن البيان اليومي لديهم فزادت الحالات فترة معينة لذلك، مطالبًا بوضع ما يتم اكتشافه من خلال الأشعة المقطعية للصدر أو الأعراض الإكلنيكية الحادة مثل الالتهابات الرئوية خلال هذه الفترة باعتبارها ضمن كورونا.
والجدير بالذكر أن إجمالي العدد الذي تم تسجيله في مصر بفيروس كورونا المستجد حتى أمس الاثنين، هو 66754 حالة من ضمنهم 17951 حالة تم شفاؤها، و2872 حالة وفاة.
وتواصل وزارة الصحة والسكان رفع استعداداتها بجميع محافظات الجمهورية، ومتابعة الموقف أولاً بأول بشأن فيروس "كورونا المستجد"، واتخاذ كافة الإجراءات الوقائية اللازمة ضد أي فيروسات أو أمراض معدية، كما قاما الوزارة بتخصيص عدد من وسائل التواصل لتلقي استفسارات المواطنين بشأن فيروس كورونا المستجد والأمراض المعدية، منها الخط الساخن "105"، و"15335" ورقم الواتساب "01553105105"، بالإضافة إلى تطبيق "صحة مصر" المتاح على الهواتف.