حسابات مشاهير ومسؤولين رفيعي المستوى تعرضت للاختراق.. هل الهجمات على "تويتر" ناقوس خطر لشئ أكبر؟ (فيديو)

كتب : سها صلاح

ضربت الموجة الأولى من الهجمات حسابات تويتر لقادة وشركات العملات الرقمية البارزين، لكن وبعد فترة وجيزة، اتسعت قائمة الضحايا لتشمل أشخاصاً آخرين من قطاعات مختلفة، من سياسيين وتقنيين، وفنانين، في استعراض كبير للقوة من قبل المتسللين.

حاولت شركة تويتر إزالة العديد من الرسائل بسرعة، لكن في نفس الوقت، تمكن المخترقون من إرسال تغريدات مماثلة مرة أخرى من نفس الحسابات، ما يشير إلى أن تويتر كان عاجزاً عن استعادة السيطرة في ذلك الوقت.

أحد الحسابات المخترقةأحد الحسابات المخترقة

وسادت حالة من الفوضى على موقع تويتر، مساء أمس، عندما ظهرت تغريدات متشابهة على حساب العشرات من أكبر الأسماء في أمريكا كان من أشهرهم جوزيف بايدن ، وباراك أوباما، وكاني ويست، وبيل جيتس، وإيلون ماسك، وحثت تلك التغريدات على إرسال الناس عملات 'البتكوين' لتلك الحسابات ليتم إعادتها بالضعف.

لم تمض دقائق قليلة، حتى تبين أن هؤلاء المشاهير لم يقوموا بنشر أي تغريدات بهذا الشأن، ليُعلن لاحقاً أنها كانت عملية احتيال، في واحدة من أكثر الهجمات جرأة على الإنترنت وتستهدف موقعاً بحجم تويتر، والغريب في الأمر أن الاختراق هذه المرة حدث في أنظمة وأدوات المنصة نفسها، فمن القادر على أمر بهذه الخطورة؟ وما الهدف؟.

اقرأ أيضاً: حسابات "تويتر" وهمية لشن حملات على مصر ودول أوروبية.. كيف يغير "أردوغان" الأذهان بـ7 لغات؟

ما مدى خطورة التغريدات التي تم نشرها؟

اختراق الحسابات الخاصة والعامة على منصات التواصل الاجتماعي أمر معتاد، والاختراق بهدف الاحتيال المالي هو الأكثر شهرة، ولم يحدث من قبل أن تسببت أي من عمليات الاختراق في أن تقوم تويتر أو فيسبوك أو غيرها من المنصات الشهيرة بإغلاق جميع الحسابات الرسمية المسجلة لديها للتعامل مع مشكلة من هذا النوع، لكن تويتر أقدمت عليها هذه المرة، فلماذا؟

الشركة كانت قد أعلنت أنه 'حادث أمني'، وأضاف بيانها التفصيلي فيما بعد أن التحقيق لا يزال جارياً للوقوف على حجم الاختراق والبيانات الأخرى التي ربما تكون قد أصبحت في أيدي المخترقين: 'إننا لا نزال نبحث عن أية أنشطة خبيثة أخرى ربما يكونوا قد قاموا بها أو معلومات قد يكونوا حصلوا عليها وسنعلن كل شيء نتوصل إليه'.

باختصار، الشركة لا تعرف من الذي قام بالهجوم المنسق على هذا المستوى، ولا يمكنها الوقوف حتى الآن على حجم الضرر الذي تمكن المخترقون من إحداثه، والذي على الأرجح لن يتم التوصل إليه بسهولة، ما يطرح تساؤلات حول الجهة التي تقف وراء الهجوم.

فحسابات المشاهير والقادة السياسيين التي تعرضت للاختراق من حيث العدد في حد ذاته يجعل الحادثة هي الأضخم في تاريخ تويتر، لكن اختراقاً من هذا النوع أثار القلق ليس بسبب أي احتيال مالي يمكن أن يكون قد وقع مهما كان حجمه، لكن لأن عدداً كبيراً من قادة العالم -على رأسهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب- يستخدمون تويتر لإعلان قرارات سياسية رئيسية، وبالتالي فإن اختراقاً لتلك الحسابات قد تكون لها تداعيات كارثية، بحسب تقرير لشبكة CNN الأمريكية.

ماذا قال مؤسس تويتر؟

في تغريدة له مساء أمس الأربعاء، قال الرئيس التنفيذي لتويتر جاك دورسي إن ما جرى يمثل 'يوماً صعباً بالنسبة لنا على تويتر، نشعر جميعاً بأن هذا حدث مروع، نحن نقوم بالتشخيص وسنشارك كل ما في وسعنا عندما يكون لدينا فهم أكمل لما حدث بالضبط'.

القصة إذاً أكبر من مجرد عملية احتيال مالي مهما كان حجمها، وانتظر الجميع حتى تصدر تويتر بياناً يوضح أكثر ما حدث، وصباح اليوم الخميس 16 يوليو أصدرت الشركة بالفعل بياناً أكثر تفصيلاً، لكنه لم يقدم إجابات للأسئلة الرئيسية؛ من وراء الهجوم؟ وما حجم الضرر؟

مؤسس تويترمؤسس تويتر

فريق تويتر لا يعرف من قام بالاختراق

الحساب الرسمي للشركة نشر تغريدة يفترض بها أن توضح حقيقة ما جرى، جاء فيها أن 'التحقيق المبدئي الذي أجرته الشركة في عملية القرصنة أظهر أن العديد من الموظفين الذين لديهم إمكانية الوصول إلى الأنظمة الداخلية تعرضوا لعملية اختراق لحساباتهم، وأن هؤلاء الموظفين المستهدفين لديهم إمكانية الوصول إلى الأنظمة الداخلية للموقع.

لكن النقطة التي تمثل القلق الأكبر في التحقيق الأولي لتويتر هي أن 'عملية الاختراق لم تتم عبر قرصنة حسابات معينة، بل تمت بعد تمكن المهاجمين من اختراق الأنظمة الداخلية لتويتر، ومن خلالها قاموا بالتغريد من حسابات رفيعة المستوى'.

هل أصبح تويتر غير آمن؟

حتى الآن إذاً لا أحد يعرف السبب الحقيقي من عملية الاختراق، لكن المؤكد أنها العملية الأضخم والأكثر تنسيقاً في تاريخ الشركة، وما يشير لحجم خطورة المشكلة هو أن تويتر اتخذ خطوة غير مسبوقة تمثلت في منع بعض الحسابات الرسمية على الأقل من نشر أي رسائل.

وبما أن جميع المؤشرات، وعلى رأسها بيان تويتر نفسه، ترجح أن المخترقين تسللوا إلى داخل مستوى النظام ككل وليس من خلال حسابات فردية، بل إن بعض الخبراء يرجحون أن المخترقين تسللوا إلى البنية التحتية الداخلية لتويتر، فربما يكون ما ظهر من عملية الاختراق حتى الآن ليس سوى قمة جبل الجليد.

ونظراً لحجم المشكلة، فقد تصدرت جميع وسائل الإعلام بكل اللغات حول العالم، والسؤال الأبرز الآن هو: من يقف وراء هذا الهجوم عالي التنسيق؟ فالإجابة عن هذا السؤال من المرجح أن تكون الشغل الشاغل للكثير من الجهات في الأيام والأسابيع المقبلة.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً