خلال الشهر الماضي ظهر 160 لقاح بدأ في طور التجارب السريرية لمحاولة اعتماد بعضهم لمواجهة فيروس كورونا وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، وعلى الرغم من أن 25 فقط حالياً قيد الدراسات البشرية، فهناك طموحات في الحصول على ترخيص لاستخدام إحدى هذه اللقاحات في نهاية العام ومن أبرزهم لقاح اكسفورد ومودرنا واللقاح الأمريكي والروسي والصيني، ولكن كيف سيتم توزيع تلك للقاحات من بلد المنشأ وكيف سيتم نقلها؟ وهل ستكون معضلة أخرى تواجه بعض الدول؟ هذا ما نكتشفه في التقرير التالي:
هل سيتوفر لقاح كورونا في 2020 وكيف سيتم توزيع؟
بكل الحسابات، من المرجح ألا يحدث ذلك الأمر إلا عام 2021 على أقرب تقدير،في هذه الأثناء، يجري إبرام صفقات التصنيع وتعديل المرافق من أجل إنتاج جرعات اللقاح التجريبية مع خوض مخاطر فشلها في التجارب السريرية، ولا يزال الإنتاج الضخم مهمة شاقة لبعض الدول، إلا أن كبار المسؤولين التنفيذيين في مجال الأدوية يتكهنون بأن التوزيع سيشكل التحدي الأكبر للجميع، خاصة وان هناك دول لديها امكانيات في نقل جرعات جرعات كبيرة منه ثم إعادة تصنيعه في بلادهم وأخرى تفتقر لتلك الصناعة وسيكون إلزامياً عليها الانتظار في طابور التوزيع من بلد المنشأ.
تواجه شركات الشحن، التي تعاني بالفعل بسبب الوباء، مشاكل تتراوح من تقلص السعة على سفن الحاويات وطائرات الشحن إلى انعدام الرؤية حول موعد وصول اللقاح، وكافحت شركات الشحن لسنوات للحد من الأعمال الورقية الروتينية وتحديث التكنولوجيا القديمة، ولكن لم يحدث شيئاً بشان هذا الأمر مما سيبطئ سباق نقل قوارير اللقاح.
كيف سينقل لقاح فيروس كورونا؟
قدر جوليان ساتش، رئيس قسم الأدوية في شركة الإمارات للشحن الجوي (سكاي كارجو) مؤخراً، أن طائرة شحن واحدة من طراز بوينغ 777 يمكنها حمل مليون جرعة فردية من اللقاح، وهذا يعني أن الشحن الجوي لأنظمة الجرعات المزدوجة اللازمة لحماية نصف سكان العالم يتطلب حوالي 8 آلاف طائرة شحن.
وهناك مشكلة أخرى تتعلق بالسعة وتتمثل في التبريد، حيث قال مسؤولو الصحة إن اللقاح الذي سينتهي به الحال إلى السوق يحتاج على الأرجح إلى الحفظ عند 2 إلى 8 درجات مئوية (35.6 إلى 46.4 درجة فهرنهايت) طوال عملية الشحن.
نقل لقاح فيروس كورونا
وفي هذا السياق، قال أمير بينيدا، مدير تجارة الطيران واللوجستيات في مطار ميامي الدولي، وهو من بين عدد محدود من المطارات حول العالم الذي لديه شركات طيران معتمدة للتعامل مع الأدوية: 'لا أعتقد أننا جاهزون لأنني لا أعتقد أننا نعرف ما يمكن توقعه، وقد يكون هناك ازمة أخرى وهي عرقلة بعض الحكومات التعاون الدولي من خلال ممارسة السيادة على سلاسل التوريد.
اقرأ أيضاً: شركة صينية: نتائج اختبارات واعدة للقاح يقي من كورونا
وبصرف النظر عن توزيع اللقاح، فقد تظل أسعار الشحن المرتفعة وتبقى أكثر تقلباً من أي وقت مضى نظراً لنقص السعة وعدم اليقين في الطلب.
وتقول وكالة بولمبرج الأمريكية أن صناعة الأدوية ذات العلامات التجارية والعامة تحملت بالفعل تكلفة النقل المرتفعة حيث أدى الوباء إلى إدخال صناعة الطيران في حالة من الفوضى، حتى في بداية شهر فبراير 2020، حيث كافحت المجموعات التجارية الصناعية والمنظمات غير الربحية لمساعدة شركات الأدوية في التغلب على ندرة الرحلات التجارية وشحن البضائع.