مآساة فيضانات السودان تتفاقم لتبتلع آثارًا من قبل الميلاد.. كيف كشفت صور الأقمار الصناعية "الفاجعة"؟

فيضانات السودان
فيضانات السودان
كتب : سها صلاح

يتعرض السودان لفيضانات هائلة ضربت معظم مناطق البلاد، وتسببت بمقتل نحو 100 مواطن وتشريد أكثر من نصف مليون آخرين، عدا الأضرار المادية الفادحة في البنى التحتية،وأظهرت الفيضانات التي ضربت معظم مناطق السودان خلال الأيام الماضية، وقتلت نحو 103 مواطنين وشردت أكثر من 600 ألفا، ودمرت عشرات آلاف المساكن، حجم الدمار الكبير الذي لحق بالبنية التحتية والاقتصاد السوداني بسبب نهب ما يقدر بنحو 750 مليار دولار من موارد البلاد خلال الأعوام الثلاثين من حكم نظام حزب المؤتمر الوطني، الجناح السياسي للإخوان، بقيادة المخلوع عمر البشير الذي أطاحت به ثورة شعبية في أبريل 2019.

مملكة أثرية تغرقها المياه في السودان؟

أعلن مدير الوحدة الأثرية الفرنسية في السودان، مارك مايو، أن منطقة 'البجراوية' الأثرية، التي كانت فيما مضى عاصمة للمملكة المروية، مهددة بالفيضان، بسبب ارتفاع منسوب مياه نهر النيل إلى مستوى قياسي.

عالم الآثار الفرنسي أشار إلى أن مفتّشي الآثار السودانية بنوا سدوداً في المكان بواسطة أكياس معبّأة بالرمال، واستخدموا المضخات لسحب المياه ومنعها من إتلاف هذه التحفة الأثرية، وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية.

وأوضح مايو أوضح في تصريحاته أنه 'لم يسبق أبداً للفيضانات أن بلغت مدينة البجراوية الملكية التي تبعد 500 متر عن مجرى نهر النيل'، وتقع على بعد 200 كيلومتر إلى الشمال من الخرطوم، مؤكداً أن 'الوضع حالياً تحت السيطرة'، لكنه حذّر من أنّه 'إذا استمر ارتفاع منسوب النيل، فقد لا تعود الإجراءات المتّخذة كافية'، مضيفاً أن مواقع أثرية أخرى مهدّدة بالفيضان على طول مجرى النيل.

يأتي ذلك بينما أعلنت السلطات السودانية حالة الطوارئ في جميع أنحاء البلاد بسبب الفيضانات القياسية التي خلّفت ما يقرب من 100 قتيل، ودمّرت أو ألحقت أضراراً بأكثر من 100 ألف منزل، بحسب وكالة الأنباء الرسمية السودانية 'سونا'.

ومنطقة البجراوية الأثرية تضم المقبرة، حيث أهرامات مروى الشهيرة والمدينة الملكية لهذه الإمبراطورية المركزية التي حكمت من سنة 350 قبل الميلاد إلى سنة 350 ميلادية، وكانت أراضيها تمتدّ في وادي النيل لمسافة 1500 كيلومتر، من جنوب الخرطوم وصولاً إلى الحدود المصرية.

يرجع تاريخ تأسيس مملكة مروى إلى القرن الثالث قبل الميلاد، ولم تكن الحضارة المروية تلك الحضارة البسيطة التى تستمد أوجها من حضارة نباتا، ولكن كانت تمثل نهضة حضارية عظيمة تلت قروناً من الركود والتخلف.

بلغت نهضة مروى ذروتها في القرن الأول الميلادي، أي بعد أفول حضارة نباتا بفترة طويلة وبعد انتقال مراكز القوة والثراء في كوش إلى الجنوب، وخلال القرنين التاليين بدأت دولة الجنوب طريقها في الانحدار السريع، وسرعان ما تحولت تلك المدينة العظيمة إلى مدينة مهجورة مع بداية القرن الرابع الميلادي وأصبح اسمها منسياً.

صور الاقمار الصناعية

أعلنت السلطات في السودان حالة الطوارئ لمدة شهور ثلاثة بسبب الفيضانات التي ضربت البلاد، وراح ضحيتها العشرات،واعتبر مجلس الأمن والدفاع الوطني أن السودان يعتبر الآن 'منطقة كوارث طبيعية'.

صور الاقمار الصناعىةصور الاقمار الصناعىة

وقد غمرت مياه الفيضان مساحات شاسعة، كما بيّنت صور التقطتها أقمار اصطناعية،وبحسب تصريحات رسمية، فإن الفيضانات أدت إلى أضرار واسعة تأثر بها أكثر من نصف مليون سوداني.

ويبدأ موسم الأمطار الخريفية في السودان من يونيو يونيو إلى أكتوبر، وتهطل عادة أمطار غزيرة في هذه الفترة، وتواجه البلاد فيها سنويا فيضانات وسيولا واسعة،ولكن الفيضانات والأمطار التي شهدتها البلاد هذه السنة تجاوزت الأرقام القياسية التي سجلت في سنتي 1946 و1988.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
بث مباشر مباراة الزمالك وسموحة في الدوري المصري اليوم (لحظة بلحظة) | التشكيل